أسبوعان من العدوانِ على اليمن. أسبوعانِ من الدّمارِ الذي لم يستثنِ الأطفالَ والنساء.. حربٌ من طرفٍ واحدٍ.. وظّفت فيها المملكةُ إعلامَها وأموالَها، واستخدمت التهديدَ والابتزازَ بالرُّزِ والتّمرِ وبالانتحاريين.
أسبوعان لم تفلح فيه الطائراتُ الحربيّةُ السّعوديّة في إحرازِ أيّ تقدّمٍ.. لا في الميدانِ، ولا في السّياسة، ولم يجد النّاطقُ باسم العدوان، أحمد عسيري، غيرَ أنْ يُردِّدَ كلّ يوم ذات الجُمل الباردة التي تتحدّثٌ عن غاراتٍ تستهدفُ مواقعَ الحوثيين.
في الضّفةِ الأخرى، ظهرَ اليمنيون، وبعد أسبوعين من العدوان، أقوى من ذي قبل.. العدوانُ وحَّدهم على الوطن، وأشعلتْ فيها نيرانُ الغاراتِ روحاً جديدةً من التكاتفِ والعزّةِ والعنفوان.. مشاعرُ طالما سعى وبغى آل سعود من أجل الإجهاز ِعليها والاستخفافِ بها.
سقطتْ رايةُ العدوانِ.. جُثثُ الأطفالِ هزّتْ مملكةَ القهْرِ.. والطائراتُ المُحمَّلة بالغدرِ والطائفيّة.. عبثاً تحاولُ الانقضاضَ على اليمنِ الذي يخرجُ من الأنقاضِ وكأنه يرسمُ للمنطقةِ تاريخاً جديداً، لا وجودَ فيه للغزاةِ ومصّاصي الدّماء…