في معركةِِ البحثِ عن الانتصاراتِِ، ليس أمام السّعوديّةِ إلاّ التعلّق بالأدواتِ الأكثر خسراناً. إمّا أن تذهبَ إلى الأخيرِ في حربها الإعلاميّة التي لا تُسْمن ولا تُغني من جوعٍ، كما هو حالُ غاراتِ طيرانها الحربيّ، وإمّا أن تذهب إلى ما هو أبعدُ من التفجيراتِ المذهبيّةِ، فتُحرِّض على صراع الأقليّات، وتفتح ذراعها علناً للقاعدةِ وأخواتها، كما يفتحُ هؤلاء اليوم صدورهم وفتاويهم للعاصفةِ التي لم تؤتِ أكلها بعد انقضاءِ أسبوعين من الحربِ الأكثر عبثاً وغباءاً في تاريخ المنطقة.
في كلِّ الحالاتِ.. فإنّ المملكةَ خاسرةٌ بامتياز. خسارةٌ مبينةٌ لن تملك المملكةُ القدرةَ على إخفاءِ نتائجها المدمِّرة، ولو أخفت رأسها في التّراب، أو مرّغته.. فالأمر سيّان.
خسرانٌ مبينٌ لن يُنقذ الرّياض منه إلا خسرانٌ مريرٌ، وهو أن تدخل إلى البقعةِ الحرام، وتزجّ بمصيرها المجهولِ نحو الحربّ البريّةِ! خصومُ المملكةِ، ومنافسيها، من الأقربين والأبعدين، يتمنون أن تخطو هذه الخطوة المجنونة.. الخطوةُ التي ستكون فيها الرياضُ وحيدةً مع قدرِها الأسود، لا الباكستانيين ولا المصريين ولا غيرهم على استعدادٍ لخوْض معركة الموت المحتوم في اليمن…