“القدس العربي”: حلفاء السعودية بين رافض للعدوان البري على اليمن ومتحفّظ عليه

السعودية / نبأ – قالت صحيفة "القدس العربي" اللندنية في عددها الصادر اليوم الاثنين، إن بعض الأطراف العربية المشاركة في الحرب على اليمن لا يظهرون "حماساً من نوع لسيناريو القفز إلى الإشتباك البري مع اليمن بالرغم من التقارير الفنية الميدانية التي تصل لغرفة العمليات في الرياض وتفترض استحالة فرض حل سياسي على أنصار الله عبر إستمرار طلعات وآليات القصف الجوي".

وأضافت الصحيفة أن أمريكا والأردن والإمارات يرفضون الدخول بريّاً لليمن، فيما تتحفظ مصر والكويت والبحرين بخجل، مشيرةً إلى أن التقاریر الفنیة المیدانیة أثبتت أنه أخفق في دفع القوى الثوریة في صنعاء للجلوس على طاولة التفاوض مرة ثانیة أو العودة إلى وضعهم وحجمهم الطبیعي کما یرى القرار السعودي".

وأردفت أن "الأمریکیون من وراء الطاولة یعارضون تقدم قوات نخبة بریة من البر أو البحر باتجاه الیمن حتى في ظل الحصول على شرعیة عربیة أو غطاء عربي وإسلامي".

وأکملت "تمیل القیادة السعودیة إلى التشکیك في مضمون التقییمات الأمریکیة والحدیث عن نظرة مستجدة لواشنطن مرتبة تماماً على أساس حسابات الإتفاق النووي مع إیران".

وتابعت إن الخیار البري "تعارضه دول عربیة بحزم وعلى رأسها الأردن کذلك الإمارات، کما تتحفظ علیه بخجل الدولة المصریة وکل من الکویت والبحرین"، مؤکدة أن الأردن "رفض وبحزم الخیار المتمثل بالانتقال لمستوى الاشتباك البري في الیمن محذراً من سیناریو دخول قوات بریة أو حتى إنزالات لقوات بریة عبر البحر أو الجو".

وواصلت "الأردنیون أبلغوا بوضوح رأیهم الفني والمیداني وأعربوا عن الاستعداد لإرسال قوات بریة تخدم داخل حدود السعودیة ولیس في الیمن فیما لم یحسم الرئیس المصري عبد الفتاح السیسي بعد قراره وکلمته في الخصوص وإن أظهر الإستعداد لتکثیف العمل فی المراقبة العسکریة على الواجهة البحریة وفي المجال الاستشاري".

واعتبرت الصحیفة أن معنى هذا الکلام سیاسیاً هو أن "المرحلة التالیة من عاصفة الحزم والتي تهدف لإخضاع القوى الثوریة تتطلب مواجهة بریة، مرحلة لا تحظى بأی شعبیة داخل نطاق التحالف خصوصاً بعد توثق الجمیع من مخاوف الانشغال بعاصفة الحزم على حساب المعرکة الأساسیة المفضلة لحلفاء السعودیة العرب وهی المعرکة ضد تنظیم الدولة".

وتابعت "وقف الغارات الجویة حتى مع وجود ثمن سیاسي بسیط أو متوسط لیس خیاراً سعودیاً واستئناف العمل الجوي عسکریاً لا یحسم الأمور ولا یخضع القوى الثوریة أو یجهز علیها والطریق نحو السیناریو البري (غیر نافذ). 

وختمت الصحیفة "من هنا بدأت أطراف أمریکیة وغربیة تتحدث عن فتح صفحة جدیدة تنضم لملفات الرفوف في مطبخ التسویة الشاملة لأزمات المنطقة الأمر الذي تحدث عنه وبتوسع وبلغة لا تخلو من الابتزاز السیاسي والدبلوماسي للسعودیة وزیر الخارجیة الفرنسي لوران فابیوس، عندما توقف على محطة الریاض فی الساعات القلیلة الماضیة حیث التقى الملك سلمان وتحدث لوسائل الإعلام، وهذه الصفحة اسمها الیمن وعاصفة الحزم وأنصار الله.. ذلك عملیاً وحتى اللحظة المنتج الوحید سیاسیاً البارز لعاصفة الحزم، وهو ما یمکن تلمسه من المناورات الدبلوماسیة التي قام بها وزیر الخارجیة السعودي سعود الفیصل أمس الأحد وهو (یلاعب) فابیوس" على حد قولها.