قناة نبأ الفضائية نبأ
المملكةُ لا تكفّ عن سياستها.. وها هي تُرسِلُ رسالةَ الإنذارِ المُبطَّنِ إلى إسلام آباد.
سياسةُ التّمورِ لم تنفعْ في إغراء الباكستانيين.. والرّسالةُ المشفَّرةُ التي أرادت الرّياضُ قوْلَها؛ أوْكِلتْ إلى المسؤولِ الإماراتي الذي أفصح عنها بكلِّ علوٍّ واستخفاف.. رسالةٌ لم تخلُ من التّهديدِ المباشر للدّولةِ الإسلاميّة الوحيدة التي تملك قنبلةً نوويّة.. إلا أنّ باكستان ليست حديقةً أخرى من حدائقِ السّعوديّةِ.. تلهو فيها كما تشاءُ ووقتما تشاء.. إنّما أيضاً؛ لا يمكن للرّياضِ أن تكظمَ غيظَها طويلاً، وخصوصاً وهي في لبِّ عاصفةٍ متلاطمةٍ من الأهواءِ والضّياع.. والمملكةُ حينما تكون تحت سيطرةِ أهوائها؛ فإنّ كلَّ ما له علاقةٌ بالتطرِّفِ والإرهابِ والمجموعاتِ التكفيريّة.. يخرجُ إلى العلنِ، ويطفو على السّطحِ، ويمتدّ إلى أعلى الحدودِ وأعنفِها…
زيارةُ وزيرِ الشؤونِ الإسلاميّةِ السّعوديّ إلى باكستان ولقاؤه بشخصياتٍ دينيّة متشدّدة مواليةٍ للرياض؛ هو أشبهُ ما يكونُ بتحريضٍ سعوديّ على بدْءِ خطّةِ الإزعاجِ داخل إسلام آباد. ولن يكون مستغرباً أنْ تبدأ – في هذه البلادِ التي تُعاني من العنف الطائفيّ – مشاهدُ التطرِّفِ المذهبيّ بالصّعودِ من جديدٍ، ولاسيما مع إعلانِ جماعاتٍ باكستانية عن جمعةٍ لدعم السّعوديّة.
غيرُ بعيدٍ عن هذه اللّعبةِ؛ تلك الأيادي التي أعطتْ الإشارةَ إلى وجوهِ التطرّفِ والتكفيرِ في داخلِ السعوديّةِ؛ لكي تبدأ في إعلاءِ صوتِها التكفيريّ وبأقصى درجاتِ الغلوِّ والسّقوط.. لعبةٌ يُريد منها آلُ سعود ضمانَ تأييدٍ شعبيّ مفقودٍ لحملةٍ عسكريةٍ فاشلةٍ، ويريدون منها إرسالَ رسالةٍ واضحةٍ مفادُها: بأنّ المملكةَ مستعدِّةٌ أن تلعبَ بكلّ الأوراق، وبأقذرها، وإلى آخرِ المدى، في سبيلِ أن تُنْجِحَ معركتَها الخاسرةَ في اليمن.. وهو ما يعني – من ناحيةٍ أخرى – أنّ المطلوبَ من الجميعِ أن يتريّثَ في الرّدِّ على الرياض، لا للخشيةِ من فعلِها العجول، وإنّما لأنّ أفعالَ الرّياضِ العبثيةَ كفيلةٌ بالقضاءِ عليها ومن غيرِ جهودٍ إضافيّةٍ من الخارج..
