السعودية/ نبأ- قالت مجلة "فاينانشيال بوست" الكندية في مقال للكاتبة كلوديا كاتانيو، أن "الحرب النفطية التي تشنها السعودية على منتجي الخام في أمريكا الشمالية مصيرها المحتوم هو الفشل،" ..مستعرضة فيها الأسباب التي ستقود إلى فشل الرياض الذريع في تلك الحرب.
سجلت فيه الكاتبة مرور كندا، القوة النفطية الكبرى المقبلة، منذ فترة طويلة بعلاقة بالغة التعقيد مع المملكة العربية السعودية، اللاعب الرئيسي في منظمة الدولة المصدرة للنفط ( أوبك).
وفي الفترات الأولى من الرمال النفطية التجارية، كان السعوديون الذين يمتلكون أكبر احتياطي نفطي في العالم ينظرون إلى كندا التي تمتلك ثالث أكبر احتياطي نفطي في العالم، على أنها مصدر إزعاج عالي التكلفة.
ومع زيادة أسعار النفط وتنامي مستويات الانتاج النفطية من جانب كندا، حضت الرياض كندا على أن تصبح عضوا في ( أوبك). وإذا قررت الأخيرة أن تنضم بالفعل إلى المنظمة، " سنقول لها مرحبا،" هكذا أكد علي النعيمي وزير النفط السعودي في العام 2007.
وبالفعل، وكما هو متوقع، لم تنضم كندا التي يعتمد اقتصادها على السوق، إلى منظمة الدول المصدرة للنفط. وبدلا من ذلك، استمرت مستويات إنتاجها النفطي المدفوعة بالوسائل التكنولوجية، ونجحت كندا في وضع حد لكون السعودية المزود الرئيسي للولايات المتحدة بالنفط .
وبحلول العام 2011، فقد السعوديون علاقاتهم التي كانت أشبه بالباردة مع كندا حول حملة إعلانات من جانب " إيثيكال أويل دوت أورج"، منظمة شعبية صغيرة تتخذ من تورونتو مقرا لها، والتي شجعت المستهلكين على تفضيل النفط " الأخلاقي" من كندا على النفط المشوب بـ " الصراعات" من الأنظمة غير الديمقراطية.
ولم تتوان الرياض في الاستعانة بمحامين لمنع الإعلانات التجارية وممارسة الضغوط على شركات النفط الكندية كي لا تدعم الحملة. ومع ذلك، استمر المستثمرون ومستهلكو الطاقة من آسيا إلى أوروبا في تفضيل الإنتاج الكندي كبديل للنفط من الأنظمة المستبدة.
وبحلول نوفمبر الماضي، تنافست كندا والمملكة العربية السعودية على الفوز بحرب أسعار نفطية. فقادت السعودية منظمة ( أوبك) للإبقاء على مستويات الإنتاج دون تغيير بدلا من خفض الزيادة في المعروض النفطي في مواجهة النمو الاقتصادي العالمي المتباطئ.
وكانت الرياض تهدف من وراء تلك الخطوة إلى حماية حصتها السوقية من اثنين من التهديدات المتنامية: النفط الصخري في الولايات المتحدة والرمال النفطية في كندا.
وتظهر توقعات أوبك أن الإنتاج في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا يتجه إلى تسجيل 20 مليون برميل يوميا بحلول العام 2020، من 15.2 مليون برميل في 2013.
وقد أصبحت الإمدادات غير التقليدية من أمريكا الشمالية- المدعومة بالتقدم التكنولوجي- " المحرك الأساسي لنمو الناتج من الدول غير الأعضاء في أوبك،" وفقا لما صرحت به المنظمة في تقرير حمل عنوان " أفاق 2014" والذي صدر في العام الماضي.
إن إستراتيجية السعودية في دفع أسعار النفط وبسرعة إلى مستويات غير اقتصادية هو نسخة كربونية مما أصبحنا نتوقعه من منطقة الشرق الأوسط.
إنها حرب أسعار شرسة بالفعل، فوجود تخمة في المعروض النفطي يتراوح بين 1 و2 مليون برميل يوميا، مع طلب يومي يقدر بحوالي 91 مليون برميل حول العالم، قد هوى بأسعار النفط بنسبة 60%. وفُقد ما قيمته مئات المليارات من الدولارات مع قيام مستهلكي الطاقة بشراء النفط بأقل من تكلفته.
ومن المقرر أن تعقد أوبك اجتماعا آخر في بداية يونيو المقبل لتقييم ما إذا كان التحول في سياستها قد ساعد على إعادة توازن السوق العالمي بما يخدم مصالحها.
وسيكون حينها الوقت ملائم أيضا لإجراء تقييم شخصي أيضا من جانب دول المنظمة، ولاسيما السعودية. فالأزمة النفطية الحالية أظهرت مدى وحشية الوسائل التي يستخدمونها في مثل تلك الحروب، كما أنها تعد سببا لاستمرار كندا مفضلة لدى مستهلكو الطاقة على حساب الرياض.