الحلولُ السياسيّةُ التي تُطْبخ على نارِ الحروبِ؛ تأتي وتروح مثل الفجر الكاذبُ الذي يُخادِعُ مترقّبي موعد الصّلاة.
.. وقراراتُ مجلسِ الأمنِ كانت ولا زالت واحدةً من مسرحيّاتِ المجتمع الدّوليّ الذي لم يكن يوماً مُنحازاً إلا إلى القوى الطامعةِ وإلى الحلفاءِ الصّغارِ الذين اعتادوا على أن يكونوا سمكاً صغيراً تتمّ تربيته في أحواضِ الأسماكِ إلى حينٍ من الزّمنِ، ليكونَوا بعد ذلك مادةً دسمةً كافيةً تبتلعها الحيتانُ الكبيرة.
لم ينبت قرارُ مجلس الأمنِ ببنت شفة عن جرائم القاعدةِ في اليمن.. ولم يُشر، ولو بهمْسةٍ، إلى الموتِ الذي يقذفه الطيرانُ الحربيّ السّعوديّ على اليمن وأهله.
صائغو القرار والمصوِّتون عليه، لم يجدوا في جثامن الأطفال تحت الأنقاض، ولا في الحناجز التي انتشرت على شوارع صنعاء، ولا في الإجهازِ التدميري الممنهج للدّولة وللجيش اليمني.. لم يجدوا في ذلك أيّ معنىً للشرعيةِ، ولا للواقعيّةِ، ولا للإنسانيّة.. وانحازوا بدلاً عن ذلك إلى أنابيب النّفطِ التي تُساوي اليوم كلّ معايير حقوق الإنسان، ومن زيوتها السّوداء تُصمّمُ مفاهيمَ الشرعيّة والقانون الدّولي..
اليمن وبلدن المنطقة لن يتأثروا قيْد أنملةِ بأيّ قرار مختوم بالباطلِ، ويخالف الحقّ. اليمنُ ماضٍ في طريقه، على هدىً وبصيرةٍ، لا يؤثّر عليه تلوِّن المصالح، ولا تغيّر المواقع، ولا تبدّل الخيارات…
اليمنُ خلعَ عباءةَ الهيمنة السعوديّة، ولا عودة ولا تراجع، وسوف تخرس الفوّهات وتندحرُ الغارات.. وطال الزّمانُ أو قُصر… فالشعب سوف ينتصر…