مقدمة المسائية | يتواصل العدوان رغم الإعلان المخادع عن وقف الحرب

لم يكتفِ العدوانُ بحصيلةِ ثمانٍ وعشرين يوماً من القتْل والدّمار. الفكُّ البشعُ الذي فتحَ أسنانَه على اليمنِ؛ لازال يبتلعُ المزيد، ولم يوقفه إعلانُ وقْف الحرْبِ عن قصف الأهالي والمباني، مستهدفاً المساجد والمعاهد التّعليميّة، وكأنّ الطيران الحربي يصرُّ على استهدافِ مركز الصّمودِ والوعيّ والإرادةِ التي يواجه بها اليمنيّون العدوان.

الطيرانُ يعرفُ أين يضرب بالضبط. في مديريّة صرواح، بمحافظة مأرب وسط اليمن، والتي دحرَ منها الجيشُ والقوّاتُ المساندةُ له عناصرَ تنظيم القاعدة؛ بادرَ العدوان إلى قصفها، مستهدفاً محطّة الوقود ومحالَّ تجاريّةً، بالإضافةِ المسشتفى الريفي.
لا يتطلّب الأمرُ كثيراً من فهْم الأسباب. الناطق باسم العدوانِ فسّر الأمورَ بكلِّ وضوح، حينما أكّد بأن العدوانَ لا يستهدف لا القاعدة ولا داعش في اليمن.. بل لا يخجلُ العدوان السعوديّ من الإقرار بإنزال الدعم العسكري والمالي للمليشيات التي تُقاتِل تحت راية القاعدة اليوم.

وفي هذا السّبيل يتواصل العدوان، رغم الإعلانِ المُخادِع عن وقف الحرب. فالمرحلة الجديدةُ هي إعادة الأمل إلى تنظيم القاعدة في اليمن، وبثّ الحماسةِ في نفوس عناصره من أجل استكمال أهداف العدوان الحقيقيّة..

إلا أنّ قدرة الجيش اليمني على تقطيع أوصال القاعدة، ومحاصرة عناصرها، واستيعاب اليمنيين للدّروس الماضية مع السعوديّة.. كلّ ذلك يجعل اليمن أكثر قدرةً على إفشال الحربِ، وفي مراحلها كلّها..