باكستان / نبأ – ذكرت صحيفة "بروكينغز" في تقرير للكاتب الشهير "بروس ريدل"، أنّ المملكة العربية السعودية إكتشفت أنّ حتى الحلفاء الأكثر قربًا منها لديهم أولويات أخرى في كثير من الأحيان، مشيراً إلى باكستان كواحدة من أقرب حلفائها.
وأشار التقرير إلى زيارة رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، ورئيس أركان الجيش، رحيل شريف السعودية من جديد يوم الخميس، لشرح لماذا لن تنضم باكستان إلى الحرب في اليمن.
وفي هذه الأثناء، زار الرئيس الصيني، شي جين بينغ، باكستان هذا الأسبوع، مقدمًا لها 46 مليار دولار من الإستثمارات لبناء ممر إقتصادي يصل غرب الصين بالخليج.
ووفقا للصحيفة، وعد شريف الرئيس الصيني بأن بلاده سوف تقوم بإنشاء لواء جديد في الجيش هدفه حماية العمال الصينيين في باكستان، وسوف يتضمن “لواء الأمن الخاص” ما مجموعه 10000 جندي، نصفهم من مجموعة الخدمات الخاصة، وهي قوة النخبة في باكستان، وسوف يكون لهذه القوة أيضًا الدعم الجوي الخاص بها.
وبالتالي، لا قوات للمملكة العربية السعودية، بمقابل 10 آلاف جندي لجمهورية الصين الشعبية.
وهناك بالطبع اختلافات كبيرة في التفاصيل يقول ريدل: قوات لحرب أجنبية بمقابل بقاء الجنود في الوطن؛ التعويض عن ديون الماضي بمقابل ضمان الاستثمار في المستقبل؛ والوحدة الإسلامية بمقابل حليف باكستان الدائم في جميع الظروف منذ عام 1962.
وتابع: لكن ليس من الضروري التركيز على هذه التفاصيل، ومن الواضح أن شريف قرر محوره الخاص، وكما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة، ترغب باكستان في الابتعاد عن منطقة الشرق الأوسط، والتوجه نحو شرق آسيا.
يذكر أنّ صحيفة نيويورك تايمز قالت يوم الخميس إن الرئيس الصيني وقع اتفاقيات مع باكستان بقيمة أكثر من 28 مليار دولار، وذلك كجزء من إجمالي استثمارات بقيمة نحو 46 مليار دولار وعد بها في مشروع “طريق الحرير” الجديد، وهو ممر اقتصادي بري وبحري طموح، يربط الصين بكل من أوروبا والشرق الأوسط، عبر باكستان، وآسيا الوسطى، وروسيا.
وأضافت الصحيفة إن الهدف المرجو من هذا الممر هو تقصير الطريق أمام واردات الطاقة الصينية القادمة من الشرق الأوسط، من خلال تجاوز مضيق ملقا بين ماليزيا وإندونيسيا، وهو المضيق الذي قد يتم إغلاقه في حالة الحرب.
وقال مسؤولون باكستانيون إنه سيتم استثمار نحو 10 مليارات دولار في مشاريع البنية التحتية، بما في ذلك ميناء مياه عميقة في جوادر على بحر العرب، وسكك وطرق تربط بين الميناء وجميع أنحاء إقليم بلوشستان في غرب الصين، وبالنسبة للصين، يتعلق هذا الاستثمار أيضًا بقضايا الأمن القومي؛ حيث تخشى بكين من تأثر الانفصاليين المسلمين في شينجيانغ، وهي واحدة من أكثر المناطق المضطربة في البلاد، بالمسلحين في باكستان، الذين يخوضون تمردًا منذ أكثر من عقد من الزمن.