مقدمة المسائية | الخشية ليست في اليد التي تقتل، بل في الرأس الذي يزرع الأفكار

النّظامُ السّعوديّ ذاهبٌ إلى الأبعدِ، ولكنّه يعرفُ أكثرَ من غيرِه أنّ ذهاباتِه القصوى في اليمنِ؛ ستدفعه إلى أقصى الإفلاسِ.
الأمرُ ليس له علاقة المزايدات الإعلامية، ولا بالديماغوجيا الهستيريّة التي تنتعشُ عادةً في أوقاتِ الحروبِ، وحين تقصفُ الغاراتُ العقولَ ورزانةَ الكلام..

السعوديّة حينما انغمسَت قدمها في مستنقع اليمن الممتليء بالدّماءِ، فإنّها وضعت حولها سياجاً من الرّفضِ والكراهيةِ، قد لا يمكن أن يزولَ إلا بعد انقضاء أجيالٍ لا حصرَ لها.
يمكن للسعودية أن تتجاهل عدالةَ السّماء اليوم. ويمكنها أن تتكابر على قسوةِ التاريخِ الذي سيُدوِّن تفاصيلَ الجريمة الدائرة في اليمن.. إلا أنّ الرّياض مضطرّةٌ أن تُذعنَ إلى حقيقةِ أنّ الخطرَ الذي يتفاقم بداخلها، ويمتدّ حول رقبتها، لن يقتنع بأنْ يقطعَ يدَها في اليمن، أو في غيره، بل رأسَها..

المسألةُ أنّ الخشية ليست في اليدِ التي تقتلُ وتدمِّر، بل في الرأس الذي يزرع الأفكار الشّريرةَ في نفسه وفي نفوس الآخرين.. وسيأتي اليوم الذي سيقتن كثيرون بأنّ قطْع الشّر عن هذا العالم، لن يكون إلا بتخليصه من ذلك الرأس يُوزِّع أفكار الموت والكراهيات في كلّ مكان.