الانهيارُ الوشيكُ داخل المملكةِ لم يعد مجرّد تحليلاتٍ تُرمى في لحظاتِ الاعتراض العابر.. والصّراعُ بين أجنحةِ الأمراءِ ليس تركيباتٍ متخيّلةً يزجُّ بها المُغرِضون، كما يقول الإعلامُ الرّسمي وكتّابُ العطايا والمكرمات.
ليس كلّ الأمراءِ موافقون على سياسةِ الطيْشِ والبطْشِ.. وهناك منْ استطاع أن يرفعَ صوته عالياً ليقولَ: لا سمعَ ولا طاعةَ لانقلاباتِ الفجر. وإذا كان الأميرُ طلال بن عبد العزيز يحملُ وجعاً من التّهميشِ الشّخصي والإبعادِ، فإنّ المطلوبَ من الأمراءِ الذين شقّوا عصا الطاعةِ العمياء؛ أن يُدركوا أنّ الشّعب هو المُهمّشُ الأوّل والأكبرُ في هذه البلاد، وأن المواطنين الذين تُرْمى في وجوههم القراراتُ الفوقيّة وسلّةُ التّعييناتِ والإقالات.. هم الضحايا الأبرزُ في هذا الميدانِ الذي يتصارعُ فيه الأمراءُ على الذّهبِ والفضّة.. وكرسيّ السّلطة.
كلّ الأمراءِ المتصارعين سواء بالنسبةِ للمواطنين. الأمراءُ يتنافسون لأجل مصالحهم، وفي ذلك يتسابقون إلى بيت الطاعة الأمريكيّ.. ويزايدُ بعضهم على بعضٍ في أيّهم أكثر قمعاً وسحقاً للنشطاء والمعارضين.. ويحاول الجيلُ الجديدُ أن يضمن له الحظَ الأوفر في حلبةِ الصّراع؛ فيعمل على الجمع بين الحُسنيين: المحبّةُ الأمريكيّة، والجبروت في الداخل.. جبروتٌ سيكون ميداناً آخرَ لصراعٍ مرتقب بين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان.. صراعُ المتحازِمِ قليلِ الخبرةِ مع السّفاحِ اللّصيق بالأمريكيين.. لن تكون خاتمته خيراً للنّظامِ الذي لا يكفّ عن التأزُّمِ وإنتاج التأزيم…