السعودية / نبأ – إنقلاب الفجر، كان أشبه برصاصة الرحمة التي أطلقها الملك سلمان على ما تبقى من ارث الملك الراحل عبد الله. هذا ما اشار اليه الباحث فؤاد ابراهيم في مقال له بصحيفة الأخبار اللبنانية الذي حمل عنوان حكم السعودية, حكم الصبية.
وفي دلالات الاوامر الملكية التي أطاحت بمقرن بن عبد العزيز من ولاية العهد لصالح محمد بن نايف، والتي عينت محمد بن سلمان وليا لولي العهد، يرى ابراهيم ان هذا يؤكد وجود أزمة حكم في البيت السعودي.
فحجم الأوامر الملكية ونوعها ودلالاتها في غضون ثلاثة شهور منذ تولي سلمان العرش تعبّر عن أزمة الدولة السعودية. ويشير ابراهيم الى ان الاوامر الملكية تستهدف تركيز السلطة وليس نقلها، إذ باتت الدولة السعودية في عهدة عائلة سلمان بدرجة أساسية، ومحمد بن نايف، فيما أصبح آلاف الأمراء في الأسرة المالكة، خارج معادلة السلطة.
إلى ذلك فإن التعيينات الجديدة تأتي لوضع حدّ للتباينات داخل العائلة حول العدوان على اليمن، بعد ظهور مؤشرات على معارضة أمراء لإستفراد محمد بن سلمان بقرارات الحرب والسلم.
كذلك تهدف التعيينات الى احتواء تداعيات فشل العدوان على اليمن، الأمر الذي يتطلب تماسك الجبهة الداخلية في حال تقرر وقف الحرب دون تحقيق منجزات ميدانية يمكن التعويل عليها.
في غضون ذلك تظهر التعيينات الجديدة وجود ترتيبات بين الملك سلمان والاميركيين، ويتمثل ذلك من خلال تعيين اشخاص مقربين من واشنطن في إطار صفقة تشمل تعيين محمد بن سلمان في منصب ولي ولي العهد وإعفاء مقرن.
أما السيناريوهات المحتملة في المرحلة المقبلة، فيطرح ابراهيم خيارين اما تنحي سلمان عن السلطة وتعيين محمد بن نايف ملكاً وابنه ولياً للعهد، على أن يصبح هو رئيس مجلس العائلة من أجل ضمان انتقال هادئ للسلطة برعايته الشخصية، وبما يحول دون تفجّر خلافات مستقبلية.
اما الخيار الثاني فيممكن ان يشتمل على إلغاء وزارة الحرس الوطني وإعفاء متعب من منصبه كوزير للحرس، وإلحاقها بوزارة الدفاع التي يتولاها محمد بن سلمان، تمهيدا لان يصبح الحرس الوطني تحت سلطة وزير الدفاع.