اليمن / نبأ – الحرب البرية ضد اليمن مكلفة للغاية ومغامرة غير محسوبة النتائج، هذا ما بات مؤكدا بحكم الوقائع المتتالية لا التجارب التاريخية والرؤى النظرية فقط، خسائر القوات المسلحة السعودية في مسار تصاعدي منذ اندلاع العدوان على اليمن، مسار يواصل ارتسامه على الرغم من أن قدما سعودية لم تطأ الأرض اليمنية، فكيف سيكون الحال إذا ما قررت المملكة الإنغماس في وحول البلد الفقير؟
آخر الخسائر السعودية ثلاثة قتلى من القوات البرية ورابع من حرس الحدود جراء سقوط قذيفة من الطرف اليمني على منطقة جازان. واقعة تضاف إلى سلسلة وقائع مماثلة شهدتها الحدود اليمنية السعودية منذ مارس الماضي وأدت إلى مقتل ما لا يقل عن ثمانية عناصر من قوات المملكة.
هذه الخسائر هي المعلن عنها رسميا من قبل الداخلية السعودية، أما الحقيقة فقد تكون أكثر من ذلك بكثير. يعزز الإستنتاج المتقدم أن القبائل اليمنية شنت هجومين منفصلين على مواقع سعودية، الهجوم الأول نفذه مسلحون من قبيلة طخية على موقع المنارة المتاخم لمحافظة صعدة، حيث تمكنوا من قتل عشرات الجنود السعوديين.
أسبوعان فقط وعاودت قبيلة همدان بن زيد هجومها على القوات السعودية، مجموعات مقاتلة من القبيلة توغلت داخل أراضي المملكة وصولا إلى جوار سد نجران، هنا كمنت لدورية عسكرية سعودية وفتحت النار عليها ما أدى الى مقتل عدد من الجنود إضافة إلى ضابط كبير.
في خلاصة المعطيات، يرجح الميزان البري بقوة لصالح اليمن، إمتلاك القوات السعودية عدة وعتادا قد يكون من أحدث الأنواع على مستوى العالم لا يكفي وحده لمراكمة النقاط في ملعب المملكة.
لدى اليمنيين خبرة قتالية وعقيدة حربية وتجربة عسكرية طويلة يفتقر السعوديون إلى جلها، هوة يكفي التطلع إليها وحدها لتقدير قتامة النفق الذي تقحم الرياض نفسها فيه في حال إقدامها على عملية برية ضد اليمن.