يقتربُ السّيفُ من الرّأسِ، ويمتدُّ الرّعبُ إلى الأقدامِ المهزوزةِ أصلاً.
محمد بن نايف، الجديرُ بلقبِ “السّفاح” الذي أطلقه سعد الحريري، بحسبِ ويكيليكس، يعرفُ جيّداً كيف يطوي المسافاتِ الطّويلةَ بلمْح السّيف، ومن غيرِ حاجةٍ إلى المزيدِ من الدّعاياتِ التي يعرفها خبراء الإنقلاباتِ التّقليديّة. الرّجلُ الذي يكتسبُ مكانته بين الأمريكيين والبريطانيين بوصفه جلاّد الإرهابيين؛ قطفَ الثّمرةَ التي يريد، ووضعَ الرِّجلَ على الرّّجلِ بانتظار القراراتِ الآتيّة التي تقطعُ الخطوة الأخيرةَ لاعتلاءِ العرشِ الذي بات، وأكثر من أيّ وقتٍ مضى، مهزوزاً..
العرش المهزوز في المملكةِ، ويا للعار، لم يعد يحمل على جوانبه جريرة الدّماء والآهات والعذابات التي يُعانيها المواطنون في الدّاخل، والتي يبوحُ بها ثوّارُ اليويتوب، ويرسم ملامحها التفصيليّة المعتقلون السياسيّون والناشطون في سجون ابن نايف المريرة.. العرشُ الآيلُ إلى الإنكماش؛ يحمل جريرةً أكبر بحجمِ الجريمةِ المستمرّةِ منذ أكثر من شهر، والتي لا تزال تتعاظم كارثتها الإنسانيّة وببصماتٍ لا تتوقف من قصْف الطيران الحربي السّعوديّ.
خيبةُ الرياض مستمرة في اليمن، وأمنياتها السّوداء في التدخّل البرّي محفوفةٌ بالانتحار الذي قد تكون حضرموت مقبرته الأخيرة. والدّولة السعوديّة ماضيّةٌ في فوضاها وشرودها الذهني، وكأنّ الحلّ، كما قال أحدهم، هو أن تتحوّل إلى شركة أرامكو، فتُريح نفسها، وتريح الأمريكيين من لعبة الحكم بالوكالة.