مقدمة المسائية | قادة الخليجِ يكتبون أول الحروف في بيان الانكماش الخليجي

اجتماعُ مجلس التّعاون الاستثنائيّ في الرياض اليوم لن يكون ذا معنى كالعادة.
الوجوه بعضها مألوفٌ منذ عقود، والأخرى جديدةٌ في الشّكل.. قديمةٌ في المحتوى والمضمون.. فالطّبعُ لا يغلب التطبّعَ..
حضور الرئيس الفرنسيّ، ولأوّل مرّةٍ بالنسبةِ لزعيمٍ أجنبيّ يُشارك في اجتماع التّعاون، لن يُضفي على الاجتماعِ نكهةً إضافيّةً غيرَ نكهةِ طائرات “رافال” التي وقّعها هولاند مع أميرِ قطر في الدّوحة وقبل توجهه إلى الرياض.

قادةُ الخليجِ سيكتبونَ اليومَ أوّل الحروفِ في بيانِ الانكماشِ الخليجيّ الذي سيأخذ معالمه الكاملة الأسبوع القادم، حينما يتقاطرُ الزّعماءُ الخليجيّون على كامب ديفيد ويلتقون الرئيسَ الأمريكيّ أوباما. أوباما الذي قالَ، بنصٍّ واضحٍ وبضرسٍ قاطعٍ، بأنّ مشكلةَ الخليج لا تأتي من الضّفةِ الأخرى، بل من داخلِ الخليجِ نفسه، حيث فقدانِ الحقوقِ والحريّات. فماذا سيقول الخليجيّون لسيِّدِ البيتِ الأبيض؟ وماذا سيقولُون لمنْ وجّه لهم الاتهامَ أكثر من مرّةٍ بإثارةِ الفوضى في أكثرِ من بلاد؟!

أيّاً كان الأمرُ، فقمّةُ اليوم هي واحدةٌ من القممِ غير المجيدةِ، لأنها أوّلُ قمةٍ تُعْقد فوق نيرانِ الموتِ المُسلَّط على الدّولةِ التي طالما تكابَرَ وتطاوَل وتساهَلَ معها قادةُ الخليج. وإذا كان هؤلاء يزعمون أنّهم يدرسون مشروعاً لإدخالِ اليمن في مجلسِ التّعاون؛ فإنّ ذلك لن يكونَ له من معنىً غير أنّه هروبٌ من الهزيمةِ المتكرِّرةِ والمستمرِّةِ للسعوديّةِ وأتباعها في البلدِ الأفقرِ في الخليج، ولكنّه الأكثرُ إباءاً وصموداً وتحدّياً من أجلِ الحريّةِ والاستقلال.