السعودية / نبأ – مع أوائل الثلاثينيات من القرن العشرين، بدأت الدولة السعودية توثّق علاقتها مع حليفٍ جديدٍ في المنطقة، هو: الولايات المتحدة.
كان عبد العزيز بن سعود يعاني ضائقة مالية بسبب الأزمة المالية في العام ألف وتسعمائة وثلاثة وثلاثين. أنقذه الأمريكيون بمبلغ خمسين ألف جنية استرليني من الذهب مقابل منح امتيازات نفطية لإحدى الشركات التي ستندمج لاحقا مع ثلاث شركات أمريكية لتشكّل شركة أرامكو.
أصبحت أرامكو، منذ ذلك الوقت، القوّة الأمريكية الضاربة في السعودية. تردّد في تلك المرحلة القول الأمريكي بأن “الدفاع عن السعودية مسألة حيوية للدفاع عن الولايات المتحدة”. وهكذا بنت واشنطن مطارا حربيا في الظهران، قرب حقول النفط. وفي العام ألف وتسعمائة وخمسين أنجزت أرامكو بناء خط أنابيب يمتد من آبارها في شرقي الجزيرة العربية إلى ساحل البحر المتوسط.
خلال هذه الفترة، كانت الشركة الأمريكية تقدّم دعما واسعا للحكومة السعودية، وهي مساعدات لم تقتصر على الأموال، بل شملت العلاقات السياسية وتوطيد التعاون العسكري مع الولايات المتحدة.
رغم العواصف التي مرّت بها العلاقة بين البلدين بعد وفاة عبد العزيز ومجيء ابنه سعود، إلا أن الولايات المتحدة ظلت تستوعب السعودية دائما، وعملت على الترويج لها والدفاع عنها، وقد برز ذلك في زيارة سعود إلى واشنطن أوائل العام ألف وتسعمائة وسبعة وخمسين، حيث استقبله الرئيس ايزنهاور في المطار، واجتمع معه بحضور زعماء النفط الأمريكيين.
عوّلت السعودية على الاقتصاد الأمريكي، والذي يتدفق عبر أرامكو. ولم يكن غريبا أن الموظفين الأمريكيين في أرامكو كان يساعدون القوات السعودية علي اعتقال زعماء المضربين من العمال في الشركة في العام ألف وتسعمائة وثلاثة وخمسين.