مقدمة المسائية | مئات من أطنان الغدر فجعت بالحيرة في صعدة

صعدة لن تركع.
أربعون يوماً ويزيدُ.. من الموتِ القادِم من الصّحراء لم يفلحْ في إخفائها عن الحياةِ والصّمود.

مئاتٌ من أطنانِ الغدْرِ فُجِعتْ بالحيرةِ حين رأتْ في صعدة وأخواتها ثباتاً يُشبه الجبالَ ويُشبه لونَ العزيمة النابضة في الأطفالِ والنّساء والشّيوخ الذين لم يغادِروا السّاحات، ولم تُرهبهم طائراتُ العدوان منذ نطقَ الخائبُ بإعلان العدوان.

أحمد عسيريّ يُهدِّدُ أكثرَ مدنِ اليمنِ عُمقاً وانتماءاً.. في الأرضِ والسّماء. يُهدِّدها بالفناءِ والإبادةِ.. وأمام مرأى العالمِ الذي اعتادَ على ابتلاعِ الخزيّ والعار.

الآن صعدة واقفةٌ على أقدامِها.. تلوذُ بعزّتها.. تستمطرُ سرّ الشّرفِ الكامن في عروقها.. أمّا العدوانُ فعاجزٌ عن تدميرِ روحِها والقضاءِ على إرادتها.. خائبةٌ.. خائرةٌ القذائفُ أمام هذا الصّمود.. تكادُ الأرضُ تُطْبقُ على الطائراتِ من فرْطِ شموخها الرّافضِ للعدوان.. لا شيءَ من ترسانةِ الدّمارِ السعوديّة يمكنه أن ينقضَّ على هذه الأرضِ.. تاريخُها يمتدّ إلى الجذورِ الأولى التي وُلدت فيها الشّهامةُ والبطولةُ والتّضحيةُ والفداء…

في هذا اللّيلِ العربيّ المليءِ بالخذلان.. صعدة تصعدُ في أرواح الأحرار.. وتبثّ فيهم أنفاسَ الحياةِ.. تصعدُ صعدة من أرجاءِ الأرض.. من سقوفِ السّماوات.. تصعدُ حضوراً وبقاءاً وانتصاراً..