اليمن / نبأ – الساعة الحادية عشرة مساءً بتوقيت صنعاء هو الموعد المفترض لدخول الهدنة حيز التنفيذ. وقف إطلاق النار في اليمن سيكشف عن حجم مهول لمأساة إنسانية تسببها العدوان على هذا البلد الفقير. وبالحجم ذاته، تكشف الساعات القادمة عن مزيد من عناصر الفشل التي تكبدها أصحاب قرار العدوان في الرياض والعواصم الحليفة. فشل ستفسح الهدنة للتفكير به على درجة من الهدوء والروية.
فبعد ثمانية وأربعين يوماً من الشروع بجرائم الحزم والأمل، يؤكد نظام العدوان أن عملياته بالدرجة الأولى، هي عاصفة من الأكاذيب والتضليل الإعلامي.
التحالف ليس تحالفاً، هذا ما بات واضحاً بعد كل ما روج إعلام العدوان، مسلسل أحمد عسيري، والذي وصل إلى حبكته الدرامية مع إضافة العلم الباكستاني إلى باقة أعلام تحالف مزعوم في عروضه الصحفية، سرعان ما تبين أنه لا باكستان ولا من يتحالفون، ومن إسلام آباد إلى تصريحات قائد الجيش الماليزي ونفيه المشاركة، ومصر بينهما، القاهرة هي الأخرى لم تظهر بعد في الميدان إلا عبر الكلام الإعلامي.
من خرافة التحالف إلى أسطورة تحقيق الأهداف وإعلان انتهاء عاصفة الحزم واستبدالها بإعادة الأمل، سؤالان بسيطان ووافياً يتكفلان بالرد: أين هي الأهداف المنجزة؟ وثانياً ما الفرق بين عاصفة الحزم وإعادة الأمل؟
في العناصر الأخرى يستمر نظام العدوان بسرديته المعهودة عن عمالة حركة أنصار الله وفارسيتها، وهو مصمم أن الشرعية المزعومة في اليمن ستعيدها الطائرات والصواريخ الأميركية على جثث مئات أطفال ونساء ورجال شعب اليمن وقبائله الأصيلة، ممن قتل بالغارات على الأحياء السكنية، في مجازر لا تجد لها مكاناً على شاشات القنوات التابعة للنظام السعودي وحلفائه.
تطول لائحة الأسئلة، لكن الأهم أن هدنة الأيام الخمسة، فرصة ثمينة لإعادة التفكير والتأمل، وإجراء المراجعة، وجردة من الحسابات، تساعد على إيقاف شلال الدماء في يمن العرب.