السعودية / نبأ – قال المحلل الاستراتيجي الأمريكي، آرون ديفيد ميلر، نائب مدير معهد ودرو ويلسون للسياسات الدولية، في حديث مع شبكة CNN الأمريكية أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على توفير ما يطمئن السعوديين القلقين حيال تطور النفوذ الإيراني بالمنطقة، خاصة وأنها تحاول عقد صفقة معها.
وأضاف ميلر أن قمة كامب ديفيد سيكون فيها الكثير من المجاملات والابتسامات، لكن الحقيقة أن الرياض تشعر بقلق شديد من تطلع واشنطن للسماح بـ"محور فارسي"، حسب تعبيره.
وأشار ميلر إلى أنّ الإتفاق النووي سيفتح الأبواب أمام إيران للحصول على مليارات الدولار عبر رفع العقوبات، ما سيسمح لطهران بتمويل نشاطاتها التوسعية في العراق ولبنان واليمن، لافتاً إلى القلق السعودي حيال ذلك.
وحول طبيعة الأولويات بالنسبة لأميركا، قال المحلل الاستراتيجي أنّ أمريكا – وبصرف النظر عن صحة هذا التوجه – إلا أنها تعمل حاليا وفق سياسة تشكل إيران محورها الرئيسي، مشيراً إلى أنّ سياسة البيت الأبيض خلال السنة ونصف الماضية بالشرق الأوسط تقوم على تجنب خوض مواجهة مسلحة بسبب برنامج إيران النووي، وإذا جرى التوصل إلى صفقة مع إيران فإن ذلك سينهي تماما أي فرصة لضربات إسرائيلية.
وحول تداعيات تلك الصفقة، قال ميلر، أنّها ستسمح لإيران بالحصول على أموال طائلة عائدة لها ومجمدة حاليا في الخارج، ولفت إلى أنّ السعودية وإسرائيل، تتطلعان بقلق، وتعتبران أن الإدارة الأمريكية تريد إرسال رسالة جديدة مفادها أن إيران هي القوة الرئيسية بالمنطقة وليس السعودية.
واستبعد ميلر أن يكون بوسع أمريكا القيام بأمر حقيقي لتحسين العلاقات مع السعودية قائلا: "الأمر الأهم هو أن تقوم أمريكا باتخاذ خطوات لمواجهة النفوذ الإيراني المتزايد بالمنطقة، وخاصة في سوريا، حيث تحاول أمريكا تجنب أي دور عسكري.
واستبعد ميلر خروج الخلافات بين السعودية أمريكا إلى العلن كما حصل بخلاف البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقال: المشكلة أن هناك تصرفات الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط تركت انطباعا قويا بأن الاستقرار في اليمن وسوريا والعراق لا يقوم على التعاون بين أمريكا وروسيا، بل بين أمريكا وإيران، وهذا أمر مخيف جدا للإسرائيليين والسعوديين.