السعودية / نبأ – لم يشكل غياب زعماء الصف الأول في الدول الخليجية، إشارة للسلبية التي تحيط العلاقات الأميركية الخليجية فحسب، صورة أولياء العهد المتحلقين حول أوباما في رحلة تلبية الإستدعاء، تنبؤ بما هو أسوأ، بالرغم من الإبتسامات المتبادلة.
ما بات يحكم نظرة السعودية وشركائها الخليجيين تجاه واشنطن خيبة أمل كبرى تجمعت في عدد من الملفات قبل أن تصل ذروتها بالإتفاق النووي مع إيران. لم تعد الرياض تطوق تحمل سياسات باراك أوباما، سياسات ترى في استمرارها عودة لدول مجلس التعاون إلى زمن ما قبل انتصار الثورة الإيرانية عام تسعة وسبعين، حين لم تكن هذه الدول سوى ملحقات لسيد الخليج الشاه الإيراني.
لو لم تكن حجة غياب الملك سلمان بالمستوى الساخر المقدم على لسان وزير الخارجية عادل الجبير الذي عزا اعتذار الملك عن الحضور إلى متابعته الهدنة الإنسانية في اليمن، لكان أي سبب آخر قابلا للمناقشة والتأمل، غياب يسبقه قبل أيام إفتراش السجاد الأحمر للرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند.
لكن بأي حال لم يلغ لقاء كامب دايفيد، وهو مزيد من التأكيد على خيبة الأمل هذه، فالإجتماع بحد ذاته يؤكد على إصرار أوباما المضي بالإتفاق مع إيران وفق السيناريوهات غير المرضية سعودياً.
خيبة الأمل هذه معطوفة على المعلومات عن رفض واشنطن توقيع اتفاق أمني مع الخليجيين، يعني بالدرجة الأولى أن ما ينتظر الرياض وحلفائها ما بات فشلاً في كبح السياسة الأميركية فقط، بل ثمة أزمة ترسخت وتعمقت، وهي التي تحكم اليوم العلاقات بين واشنطن وهذه المشيخات.