نبأ – تواصلت خلال موسم حج 2025 فصول الإهمال الطبي واللوجستي، مع ارتفاع أعداد وفيات الحجاج من عدة دول، وسط ظروف مناخية قاسية وغياب واضح للإجراءات الوقائية من قبل السلطات السعودية، التي تكتفي بالصمت أو تحميل المسؤولية للضحية.
ففي مزدلفة، أعلنت الكويت وفاة حاج مسنّ أثناء تأديته المناسك، وقالت إنها تنسق مع الحكومة السعودية لمعرفة الأسباب، في وقت تشير فيه الوقائع إلى أن درجات الحرارة المرتفعة، دون حماية كافية أو خدمات طبية مناسبة، أصبحت سيفًا مسلطًا على رقاب الحجاج.
من جهتها، كشفت السودان عن وفاة الحاجة رقية عبد الله حسين من ولاية البحر الأحمر، نتيجة مضاعفات “الإجهاد الحراري” في مكة، لتسجل بذلك ثاني وفاة بين بعثتها لهذا الموسم. يأتي ذلك بعد وفاة حاج سوداني مطلع الشهر، ما يضع علامات استفهام على البنية الصحية المعدّة لموسم الحج.
الحرارة القاتلة لم تستثنِ الحجاج الماليزيين، حيث أعلن وزير الشؤون الدينية محمد مختار وفاة الحاج سيد بهاروم حسين إثر نوبة قلبية ناجمة عن موجة الحر، رغم محاولات إسعافه في خيمة منى. وارتفع بذلك عدد وفيات الحجاج الماليزيين إلى تسعة.
أما غانا، فقد نعت سبعة من حجاجها – خمس نساء ورجلين – لقوا حتفهم خلال أداء المناسك، أيضًا بسبب الإجهاد الحراري، وجرى دفنهم في السعودية. وأكدت بعثتها أن التنسيق مع الرياض تم فقط بعد وقوع الكارثة.
وفي ظل تجاوز عدد الوفيات بين الحجاج حاجز الستين حتى الآن، تتزايد الانتقادات لغياب خطة طوارئ واضحة من السلطات السعودية، التي تفرض سيطرة كاملة على الحج دون أن توفر في المقابل الحد الأدنى من الحماية للحجاج القادمين من مختلف دول العالم.