لم تستجب المملكةُ لدعوة المبعوث الأممي ولد الشّيخ، وقرّرت استئناف القصْف على اليمن وإنهاء الهدنة.
القرارُ لم يكن مستغرباً، فإيقاف الحرب، وقبل أن تحصدَ المملكةُ بعضاً من الثّمار السياسيّة أو الميدانيّة؛ يعني الانتحار المخزي والمُبرَم.
ليس بعيداً عن استئناف الحرب، كان مؤتمر الرياض حول اليمن. أرادت الرياض أن تضع اليمنيين بين خيارين، إمّا القبول بمنطقها، والدّخول تحت عباءتها، أو إعادة إنزال الموت والدّمار، وبوتيرةٍ أشّد. رفضَ اليمنيّون الأحرار الابتزاز السّعوديّ، وفُضّت الهدنةُ بعد ساعةٍ من انتهائها.
مؤتمر الرياض وُلدَ ميتاً. والمبعوث الأممي ولد الشّيخ على خطى سلفه جمال بنعمر؛ لن يقبلَ بأنْ يكون أداةً بيد السّعوديين، وأصرّ على مؤتمر حوار يجمع كلّ الأطرافِ اليمنيّة، ودون شروط.
المشاركون في مؤتمر الرّياض لن يتّفقوا على أمرٍ إلا بما تقرّه الرياض. ما يعني أنه سيكون الوجه الآخر لحربِ الإبادة السعوديّة على اليمن.. ولكنها إبادة تجري الميدان السياسي..