السعودية / نبأ – لم يخطر على والدة الطفل حيدر جاسم المقيلي، خمسة أعوام، وهي تتجهّز للذهاب إلى صلاة الجمعة في مسجد الإمام علي ببلدة القُديح بمحافظة القطيف، أنها كانت تعدُّه ليموت مع أكثر من عشرين شخصاً، في تفجير إرهابي.
والدة حيدر كانت تغمُرها السعادةُ وهي تنشر على صفحتها الأسبوع الماضي، صور “حبيب الماما”، وهي يتخرّج من الروضة.
لم تعلم حينها أن تهديدات ذبح “الروافض”، بما فيهم الرُّضع، التي أطلقها رجل أمن سعودي الشهر الماضي، قد تُصبح واقعاً على هذه البلدة الصغيرة، ويكون طفلها هو الشهيد الأصغر في الجريمة.
“خرج لصلاة الجمعة وحده ولم يعد”، بهذه العبارة تحدّث والد الطفل حيدر جاسم المقيلي عن اللحظات الأخيرة التي سمع فيها النفسَ الأخير لابنه الطفل حيدر.
قال جاسم إنه هرع بسرعة إلى المسجد بعد سماع دويّ الانفجار، وتمكّن من الوصول إلى ابنه الذي كان ينزف بغزارة من أعضاء متفرقة في جسمه، فحمله إلى مستشفى مُضر بالبلدة، حيث كان يلفظ أنفاسه الأخيرة بشكل خافت.
ربّما كان ذهب حيدر أنّه تخرّج من روضةٍ اسمها “سلمان الفارسي”. كان ذلك كافياً ليكون هدفاً للتكفيريين الذين امتلأ بهم الإعلامُ الرّسمي وهم يحشّدون ضدّ الفرس والمجوس، وبينهم أميرُ المنطقة الشرقية نفسُه الذي وصفَ أبناء المنطقة بأتباع “ابن سبأ” الصفوي المجوسي.
حيدر.. أصغر شهداء القديح، سيكون أكبر الشّهودِ على الجريمة التي تفجّرت منذ أن فتحت المملكةُ أبوابَها وإعلامها وشيوخها ليرفعوا راية الموتِ والتكفير في وجوه المواطنين.. حيدر سيُذكّرنا دائماً بأنْ نحذر من الكذبة التي سيطلقها أمير الشرقية مجدّدا حينما يأتي معزّياً بالشهداء.. حيدر يقول لكم: احذروا.. إنّ دمي شهادة عليكم.