السعودية / نبأ – وجّه الملك سلمان بمحاسبة ومحاكمة كل مشارك أو متعاون أو متعاطف مع جريمة قتل مصليّن في مسجد الإمام علي في بلدة القديح بالقطيف، شرق المملكة.
وحسبما جاء في توجيه العاهل السعودي لولي عهده محمد بن نايف وزير الداخلية: "كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع هذه الجريمة البشعة سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة وسينال عقابه الذي يستحقه ولن تتوقف جهودنا يوماً عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم".
وأكد د. توفيق السديري، وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لقناة العربية على تشديد الوزارة بتجريم كل من يرفع شعار الطائفية او التجييش لها، قائلاً: "منهج وزارة الشؤون الإسلامية يتمثل في الالتزام برسالة السعودية الوسطية والمعتدلة وتعاملها مع أبناء الوطن دون تفرقة بين أحد منهم".
يأتي ذلك في حين تستمر القنوات الفضائية الطائفية بمحاولة زرع الفتن والكراهية والبغضاء والقتل بين أبناء الأمة وشعوبها، فيما إستنكر المواطنون من منطقة القطيف شرق السعودية تغاضي السلطات السعودية عن التحريض الطائفي الذي تمارسه وسائل إعلام هذه من داخل السعودية أمام أعينها كقناة وصال الوهابية، فيما إعتبر البعض أنّ ذلك بمثابة ضوء أخضر للمتطرفين بالقيام بعمليات إرهابية في المناطق ذات الأقلية المسلمة.
واستهجن مراقبون لجوء النظام في المملكة إلى رمي مسؤولية الجريمة في القديح على الآخرين، في الوقت الذي يحتضن فيه الأفكار والمؤسسات التي ترعى المتشددين والتكفيريين.
واستنكر الباحث السياسي فؤاد إبراهيم الموقف الرّسمي الذي اتهمه بتسويق الأفكار التحريضيّة، وقال إبراهيم بأن ماكينة التحريض الطائفيّة تعمل على مدار الساعة، مشيراً إلى أن أمراء ورجال دين وصحف رسميّة يقفون وراء التحريض المذهبي وبرعاية من النظام.
وقال الصحافي القريب من الملياردير السعوديّ الوليد بن طلال جمال خاشقجي بأنه حانَ وقت تجريم الطائفيّة، وأن يتم وضع تعريفٍ صريح لجريمة الطائفية، محذراً من فتنةٍ كبرى في حال لم يتم ذلك في المملكة.
وقال المحامي صادق الجبران أن الوطن بحاجةٍ إلى قانونٍ يجرّم الطائفية ونشر الكراهية، موضحاً بأن تفجير القديح يهدف إلى إيقاع حربٍ أهلية طائفيّة بين السنة والشيعة، مطالباً الجهات المعنية بما وصفه تجفيف منابع الإرهاب.
وانتقد الشيخ حسن فرحان المالكي تعاطي السلطات مع الجرائم المماثلة، مشيراً إلى أن أن ردود الأفعال ستقتصر على إدانة التحريض المذهبي مدة ثلاثة أيام، وتبقى وصال وأخواتها بحسب تعبيره، في إشارة إلى قناة وصال المتطرّفة.