شهداءٌ عطّر اللهُ بهم تلك القبور.
وأوفياءٌ انتشروا عل امتدادِ السّاحاتِ، رافعين صورَ الشّهداء.. جنباً إلى جنبِ مطالبهم التي لن يتخلّوا عنها: مطالبٌ واضحةٌ بتجريم الطائفيّةِ، وإغلاقِ منابرها وفقهائها وإعلامها..
الشهداءُ التي شيّعهم عشراتُ الآلاف اليوم.. كانوا شعاراً يُذكّر بطبيعةِ المؤسّسةِ التكفيريّةِ التي تحكم القرارَ في المملكة. المؤسّسةُ التي لن يستقرّ الأمنُ للمواطنين إلا حين تُحال إلى المحاكمةِ العادلةِ، ويُنزَع عن رجالِها الحقّ في تضليلِ الآخرين وتكفيرهم.
قطعوا خدمةَ الإنترنت عن مكان التّشييع وهدفهم واضحٌ وبيّن. المملكةُ لا تريدُ أن يسمعَ العالمُ غضبَ الأهالي، وكيف فضحت الصّورُ والشّعاراتُ ماكينةَ التحريضِ المذهبيّ الذي ترعاه السلطاتُ. وتلك هي حيلةُ الخائفِ العاجز.
الحقيقةُ شاهدها العالمُ.. الشهداءُ كشفوها ناصعةً كاملةً.. والأوفياءُ للشهداءِ نطقوا بها وعَرَف كلّ باحثٍ عن الحقيقةِ بأنّ المملكةَ راعيةٌ للتطرّفِ والتكفيرِ، وأنّ مزاعمَ بمحاسبة منفذي جريمة القديح؛ ستكون مجرّد دعوى للهروبِ ما لم يبدأ الحسابِ برأسِ الهرم التّكفيريّ داخل المملكة.. وإلاّ فإنّ الشّعب استيقظ يا سلمان، واليوم ليس كالأمس..