السعودية / نبأ – أسدل المساء على أطول نهارات القطيف، ما بعد يوم الإثنين ليس كما قبله، يؤكد الأهالي هنا، وداع الشهداء بالأمس يقرأ بعضهم فيه مشهداً إستثنائياً لن ينساه المحبون والمغرضون على السواء.
مشهد حفل بأكثر من محطة شكلت سابقة في تاريخ المنطقة، أولى هذه المحطات هذه السيول البشرية التي قل نظيرها من حيث الأعداد، حجم الحشود الغفيرة، التي أتت من مختلف أنحاء المنطقة الشرقية كان لافتاً، وشكل رسالة تحد مدوية، للتكفري المنفذ، كما للسياسي المتواطئ عبر التغاضي عن خطاب التحريض.
من كل الأعمار والفئات ومكونات المجتمع، حضروا إلى وداع الشهداء، وداع إنقلب مناسبة لإظهار التلاحم الوطني، وتعاضد الناس وتكاتفهم، بوجه الخطر التكفيري وسياسات التمييز والإستبداد.
أولى مظاهر الغضب الشعبي وفق المراقبين، تمثلت بغياب العلم السعودي، في إشارة تمايزت عن مسيرة تأبين شهداء الدالوة.
اللجان الأهلية هنا أبرز ترجمات التعاون والتلاحم بين الأهالي سجلت أولى نجاحات لتجربتها، شباب تطوعوا لحماية ناسهم وأهاليهم، وسط التهديد الإرهابي، وغياب الثقة بالحكومة وأجهزتها، قرر هؤلاء وبشكل حضاري ومنظم، أن يبقوا مفتوحي الأعين، متيقظين ومتنبهين، لأي اختراق محتمل.
أما مسيرة التشييع، فحملت خطاباً موحداً، إجتمع على مطلب تجريم الطائفية، ومنع خطاب التحريض والكراهية، والمتهمون كانوا معروفين ومحددين، يعرف أهالي القطيف من لم يتوقف في الليل والنهار، محرضاً ومكفراً، صور دعاة الفتنة ومشايخ التعصب، رفعت لتدل بوضوح على مسؤولية منابرهم المتفلتة في جريمة القديح التي لا ضمانة لعدم تكرارها إلا بمحاسبة هؤلاء ولجمهم.
أما المشاركون فتوزعت شعاراتهم بين الغضب والمواساة والإصرار ومواقف الثبات والتحدي، الشيخ نمر باقر النمر كان حاضراً أيضاً، من خلال صوره التي رفعها المشاركون.