السعودية / نبأ – بعد أقل من ثمانية أشهر على حادثة الدالوة الدامية، جاءت فاجعة القديح الإرهابيّة لتُعيد اختبارَ العواطف والمواقف.
وزارة الدّاخليّة السّعوديّة بادرت إلى صناعة الهروب من المسؤوليّة، ووجدت في تنظيم داعش الشّمّاعة التي تُعلّق عليه قصورها وربمّا تواطؤها في الجريمة الجديدة.
خيوطُ جريمة القديح ليس من العسيرِ تعقّبها والوصول إلى منبتها والمتورّطين في حياكتها، إلا أن السلطات اختارت هذه المرّة أن تتهرّب أيضاً.
الكتّاب الموالون للسلطة التقطوا خطّة الهروب إلى الخارج، واتهموا أطرافاً أجنبيّة بإشعال الفتنة الطائفيّة، وصوّبوا الأصابع إلى إيران وحزب الله، في تأكيدٍ للخطابِ الذي سادَ وسائل الإعلام الرسميّة قبيل التفجير الإرهابيّ في القديح.
الناشط السياسيّ حمزة الحسن يقول إنّ مشكلة الدولة في المملكة، ليست في الحوثي، ولا في إيران، ولا القاعدة والانهيارات الأمنيّة. ويؤكد الحسن بأنّ المشكلة تكمن فيمنْ يحكم البلاد.
يقول الحسن بأنّ النخبة النجديّة، القصيم والرياض تحديداً، تتخذ من البلادِ إقطاعاً لها، وتديرها لمنافعها الخاصة.
فشلت النخبة النجديّة في تأسيس دولةٍ حديثة. نخبة تتضمن ائتلافاً من عائلة آل سعود، وتكنوقراط نجد، ومعهم مشائخ الوهابية الذين يوفّرون التبرير الشرعي.
لا يتردّد الحسن في القول بأن نخبة الحكم السعوديّ هي التي صنعت داعش والقاعدة، وهي تقف وراء التمييز الطائفيّ والمناطقيّ والقَبلي. ولأجل ذلك ترفضُ هذه النخبة الإصلاحَ، وتتحالف مع شيوخ الفتنة.
في الخلاصة، يرى الحسن بأنّ الدولة السعوديّة تسير إلى حتْفها، والمجتمع معرَّضٌ للتمرُّق، والأجهزةُ غيرُ قادرةٍ على وقف الانهيار.
والحلُّ، برأي الحسن، هو أن تتوقف نخبة نجد عن خراب البلاد، وتكفّ عنّها نفسها الشّريرة.