مقدمة المسائية | غداً سيحقّ الحقُّ.. وغداً سيحيق المكرُ السيء بأهله

القديح قالت كلمتها.
البلدةُ التي لا يعرفها أحدٌ، باتت اليوم عنواناً للمهمّة الكبرى التي تنتظر المملكةَ كلّها.

دماءُ الشّهداء لا يجب أن تذهب هدْرا.. والهديرُ الصّاخبُ الذي هزّ القطيف يوم التّشييع، يُنتَظرُ أنْ يعود أكبرَ يوم غد الجمعة.. حيث إنّ الجمعةَ موقفٌ ومصارحة.
ليكونَ الصوتُ أقوى، ولتكون المطالب أكثر رسوخاً، لا يهزّها الوعيدُ، ولا يسرقها المتطفلّون والمتسلّقون، ولا يحرفها التشويشُ والتضليلُ والخداع.

الشّيخُ النّمر – الذي ستعلو صورُه غداً – أوصى بالالتحامِ بالنّاس والالتصاقِ بمطالبهم.
كان الشيخ النّمر معزولاً في سجنه عن العالم.
لم يكن يعرفُ بالتفجير الإرهابيّ إلا اليوم، حيث زارته العائلة. وفي ذلك عِبرةٌ لكلِّ معتبر. فأولئك الذين حكموا على الشّيخِ بالإعدامِ، ورموه بالتّهم الباطلةِ،؛ هم أنفسهم الذين تُوجّه إليهم أصابع الاتهام. هم أنفسهم المسؤولون عن رعاية التكفير والتفجير، وهم أنفسهم الذين استبدلوا بدلة القتْل والإرهاب، ببدلةِ التعزية بالشهداءِ والدعاية للوحدةِ الوطنية.

غداً سيحقّ الحقُّ.. وغداً سيحيق المكرُ السيء بأهله.. وغداً سيتحقّق الوعد الذي تُوعدون.