مقدمة المسائية | الجاني معروف، والمحرض مكشوف، والإهمال المريب واضح للعيان

عشيةُ تشييع شهداء “حُماةِ الصّلاة”، يصرُّ أهلُ الشّهداءِ على إثباتِ مزيدٍ من الوعي والإرادة.

الجاني معروفٌ، والمحرِّضُ مكشوفٌ، والإهمالُ المريبٌ واضحٌ للعيانِ ولكاميرات المراقبة.

لن يُغيِّرَ من الحقيقةِ شيءٌ، ولن تنجحَ السّلطاتُ في التّشويشِ أو اختطافِ دماء الشّهداء. لا المقبرةُ التي انتزعها الأهلُ انتزاعاً، ولا الأموالُ التي يعرفُ الجميعُ أنّها لا تساوي شيئاً أمام قطْرةٍ واحدةٍ من دماءِ الشّهداء الفدائيين.

سوءُ النّيةِ تجاه السّلطاتِ مبرََّرٌ ومشروع.. وسيرتُها الطّويلةُ تدفعُ الجميعَ لأخذِ أقصى الحيطةِ والحذر. فهي تُمانِعُ جذرياً على إصلاحِ نفسها، وتغيير بُنيتها التكفيريّة، وهي تتمانعُ عمداً عن منْعِ المحرِّضين والتكفيريين وإغلاقِ الأبوابِ والنّوافذِ التي يتسلّلُ منها الإرهابيّون.

ملاحقةُ السلطاتِ لنشطاءِ اللّجانِ الأهليّة واعتقالهم لن يكسرَ العزيمة. والمواطنون، من عموم النّاس ونخبتها، مجْمِعون على أنّ هذه اللّجان هي صمّامُ الأمان لحمايةِ الأرواح والمقدّسات..

بكلمةٍ واحدة، بعد الثالثِ من شعبان.. ليس كما قبله.. والشّعبُ ورموزُه أوعى من متفجّرات الإرهابيين التكفيريين.. ومن سياساتِ التّرحيل والتّرهيبِ والمتاجرة…