حلّت أرواحُ الشّهداء في مسجد الإمام الحسين بالدَّمام. صورةُ الأبناء الشّهداء انطبعت في وجوه الآباءِ الأوفياءِ الذين ثبّتوا أقدامَهم على الخيارِ الذي أُستشهد في طريقه الأبناءُ الذين مضوا إلى الباريء بعد أنْ سطّروا ملحمةً في البطولةِ والفداء…
أمّا المملكةُ فالهواجسُ تفيضُ منها والشّكوك.
سياستها في إبعادِ الانفجارِ المصبوبِ عليها؛ لا تُقنع لا المواطنين، ولا أولئك الذين يعرفون أنّ الإستراتيجيّا تقولُ بأنّ الرّياض أعادت إليها ابنها الضّال، في ذاتِ الوقتِ الذي لا تكفّ عن البراءةِ من حملةِ الفكر الضّال. إنها معادلة النقائض الصّديقة التي تجتمع على مصالح مشتركة.. مصلحة الهروب من الفشل والاصطدام بالحوائط.. ومصلحة صناعة النصر والبطولات الوهميّة…
وفي المصالحِ تلتقي السعوديّة وإسرائيل.. بلا تردُّدٍ، ولا خشيةٍ من انتقاد الشّعوبِ المُنهَكة بالصّادرات التكفيريّة للسعوديّة، والمبتلاة بالثورات المضادة التي تقودها الرّياض. التقاءُ السعودية وإسرائيل لم يعد جريمةً في عيون شيوخ الفتنةِ ومنابر التكفيريين.. هؤلاء الذين لم يقولوا كلمةً فصيحة في إدانة تفجيرات القديح والعنود.. سيجدون أطناناً من التبريرات لكي يكبّلوا بها ألسنتهم ويمتنعوا عن الاعتراض على سياسة السعودية في الإنشداد نحو تل أبيب والإنشاد بالسّلام معها..
أمّا أوّل الخيط وآخره ففي أوبك، حيث تتماوج السياسة بالاقتصاد، وتتلاعب الأرقام بمصائر الشّعوبِ ومصالحها.. ولا يهمّ بعد ذلك ما يحلّ من دمارٍ ممتدٍ من داخل المملكة إلى خارجها…