السعودية / نبأ – الهجومان الإرهابيان اللذان استهدفا مسجدين يرتادهما المسلمون الشيعة في القديح والدمام بالمنطقة الشرقية، يتصلان باستراتيجية طويلة الامد لتنظيم داعش، هذا ما اشار اليه الباحث هارون زيلين من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.
وفي تحليل بعنوان مباراة الشطرنج السعودية التي يلعبها تنظيم داعش، اعتبر زيلين أن التنظيم الارهابي يعمل لاضعاف الحكومة السعودية، وما العمليات الارهابية التي قام بها مؤخرا الا محاولة منه لفضح نفاقها بحسب الدراسة.
الهجمات الاخيرة اذا هي مؤشرات على تهديد أوسع من قبل تنظيم داعش للشرعية الإسلامية السعودية، فالتنظيم عبر مهاجمته للمنطقة الشرقية، يسعى إلى وضع الرياض في موقف الدفاع عن الشيعة أو استرضائهم، وذلك على حساب أيديولوجيتها الوهابية الشبيهة بأيديولوجية داعش والتي تقوم على تكفير الشيعة، وفي النهاية، يظهر داعش نفسه على انه هو رافع راية الاسلام الحقيقي.
ويشير الباحث الى ان ردود الافعال الرسمية السعودية في ادانة التفجيرات الانتحارية تسلط الضوء على مدى نفاق الرياض، وتبيّن كيف تخالف الدولة السعودية معاييرها التي تأسست عليها. ويأمل زعماء داعش بذلك جذب المزيد من المجندين والمؤيدين حيث يقدّمون أنفسهم بوصفهم رافعي راية الإسلام الحقيقيين.
ورغم ان هناك من يعتبر ان تنظيم داعش لن ينجح في هز النظام السعودي الا ان زيلين يقول إن الظروف الآن مختلفة عما كانت عليه بين عامي الفين واثنين والفين وستة، خاصة وان عدد السعوديين المنضوين تحت لواءه كبير، كما يمتلك داعش قواعد واسعة من التدريب والعمليات على جانبي الحدود ما بين المملكة والعراق، وبشكل أقل في اليمن والبحرين.
وبحسب زيلين فإن داعش يعمل من أجل إستثارة ردة فعل شيعية، فهو يأمل ان تؤيد هجماته ضد الشيعة إلى توسيع الهوّة بينهم وبين الرياض، الأمر الذي يدفع بهم إلى البحث عن الحماية من الخارج، وبشكل خاص من إيران، ما قد يؤدي الى وضع الدولة السعودية في مأزق.
ويختم زيلين بالتأكيد على ان داعش يراهن على أن بإمكانه دفع الشيعة السعوديين إلى أحضان الشبكات المسلحة وربما إلى أحضان إيران، وبإمكانه الحصول على ما يكفي من الدعم السني لمشروعه، وبإمكانه تشجيع المزيد من التعاطف معه على أنه “الحامي الحقيقي” للسعوديين السنّة.