نبأ – تتعامل أستراليا بحساسية مع العروض الاستثمارية السعودية الضخمة، إذ تخشى أن يؤدي تدفّق رأس المال غير المقيّد إلى مساحة نفوذ يصعب ضبطها لاحقاً. فالحجم الهائل للتمويل المقترح، في قطاعات تعتبرها أستراليا حيوية مثل المعادن والتقنية والبنية التحتية المتقدمة، يفتح الباب أمام تأثير اقتصادي قد يتجاوز الطابع التجاري البحت ويمسّ اعتبارات السيادة والحوكمة.
هذا ما كشفه تقرير موقع “مودرن دبلوماسي” الأميركي، الذي أكد أنّ الرياض، وفي إطار مساعيها لتسريع تحولها الاقتصادي وتوسيع حضورها الدولي، تسعى للوصول إلى سلاسل التوريد عالية الحساسية واكتساب خبرات تقنية عميقة.
ورغم أن ذلك يوفّر فرص تعاون، إلا أنّه يثير شكوكًا في أستراليا حول مدى قدرة المؤسسات المحلية الحفاظ على استقلالية القرارات التنظيمية إذا ما ارتبطت بمشاريع تمويل خارجي بهذا الحجم.
ويزداد الحذر مع غياب تفاصيل واضحة حول آليات الرقابة، ومناخ عالمي تتشابك فيه الاستثمارات مع الحسابات الجيوسياسية. لذلك تخشى كانبيرا أن يتحوّل التمويل إلى نفوذ سعودي مبهم يضغط على خياراتها الاستراتيجية ويقوّض الثقة بين الطرفين إذا لم تُبنَ الشراكة على معايير شفافة ورقابة صارمة.
لهذه الأسباب، لا ترفض أستراليا التعاون، لكنها ترى أن القبول غير المشروط قد يحمل أثمانًا طويلة المدى تتجاوز المكاسب الاقتصادية المباشرة.
وفي ظل سياق عالمي يتسم بتنافس استراتيجي محتدم، تبدو الحيطة ضرورة لا خيارًا.
قناة نبأ الفضائية نبأ