نبأ – ضربة استراتيجية قاسية تُواجهها السعودية، مع تسارُع طفرة النفط الأميركية التي تقوّض مكانتها. فالإدارة الأميركية تتباهى بأنّ الولايات المتحدة باتت تُنتج نفطًا أكثر منَ السعودية وروسيا مجتمعتَين، في إعلانٍ يحمل دلالات سياسية واقتصادية ثقيلة.
هذا التحوُل يَسحب منَ الرياض ورقة النفوذ الأهمّ التي استخدمَتها لعُقود في الأسواق والتحالفات. ومع إنتاج أميركي يُقدَّر بـ24.2 مليون برميل يوميًا، تتراجع قدرة السعودية على التأثير في الأسعار والتوازنات. الهيمنة الأميركية الجديدة تضغط على عائدات النفط السعودية، في وقت تعاني فيه الميزانية مِن عجزٍ أثّرَ على مشاريع رؤية 2030. كما أنّ انخفاض أسعار الوقود في واشنطن، يقلّص فعالية سياسة خفض الإنتاج التي تراهن عليها الرياض.
أمّا رفعُ القيود عن تصدير الغاز الأميركي، فيزيد الخسائر، إذ ينافس السعودية في أسواق كانت شبه مضمونة. تراجع الدور السعودي هذا، لا يقتصرُ على الاقتصاد، بل يمتدّ إلى النفوذ السياسي المرتبط بالطاقة. فكل برميل أميركي إضافي يعني مساحة أقلّ للمناورة السعودية داخل منظمة “أوبك” وخارجها.
وفي ظلّ هذه المعادلة، تبدو رهانات التنويع الاقتصادي عاجزة عن تعويض الفقْد السريع. وهكذا، تهدّد طفرة النفط الأميركية عرش السعودية، بل قد تُعيد رسْم خارطة القوّة في سوق الطاقة العالمي، في السنوات المُقبلة.
قناة نبأ الفضائية نبأ