السعودية: الحصاد السياسي لعام 2025

نبأ – شهد عام 2025 سلسلة من التحرّكات التي تؤكد سياسة النظام السعودي القائمة على نشر الفتن والتخريب، وارتهانه الكامل لإدارة واشنطن. زيارات دبلوماسية، وصفقات اقتصادية وعسكرية، ومناورات سياسية تكشف مدى اعتماد الرياض على النفوذ الخارجي بدل حماية مصالحها واستقرارها الداخلي، والفشل بإيجاد مسار موازٍ مع دولة أخرى.

فقد استهلّت الرياض العام بالسعي لإثارة الفتنة في لبنان، حيث كانت أول الواصلين إلى البلد الذي مزقته الحرب لتكمل ما لم يأخذه العدو الإسرائيلي بالقوة، ومحاولة تحقيقه بالسياسة. حينذاك، وصل مستشار وزير الخارجية يزيد بن فرحان في يناير، وجال على عدد من المسؤولين اللبنانيين ورؤساء الأحزاب المعروفين بعدائهم للمقاومة، محاولًا جمع تكتل سياسي شعبي إعلامي لهزيمة فريق المقاومة في الانتخابات النيابية المقبلة في مايو 2026.

وفي فبراير عام 2025، بدأت الرياض الاستثمار في الأزمة السورية، وقد سارعت لاستضافة رئيس الفترة الانتقالية أحمد الشرع، فضلًا عن فتح باب الاستثمار والكلام دون أفعال عن المشاركة في إعادة الإعمار. كل ذلك، أظهر أن النظام السعودي يراهن على النفوذ المالي لتعزيز حضوره السياسي، مع إبقاء الشعب السوري رهينة الأزمات المعيشية التي تحيط به.

وفي أواخر فبراير، جرى الكشف عن تصنيع السعودية صواريخ باليستية بالتعاون مع الصين، كما زار وفد صيني يضم عددًا من كبار رجال أعمال المملكة حيث عقدوا اجتماعات امتدت ليومين. لكن في مارس تراجعت الرياض عن شراء مقاتلات J-35 الصينية، وسط ضغوط أمريكية ما يعكس هشاشة القرار الدفاعي وافتقاد القدرة على حماية النظام أو تأمين مصالحه الاستراتيجية.

وفي إطار تجديد الولاء لواشنطن، وإحياء اتفاقية الدفع مقابل الحماية، زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرياض، حيث حصل على مزيد من الأموال، وعقد صفقات مليارية تعود بالمنفعة لشخص ترامب وعائلته، من دون أي ثمن سياسي في المقابل.

وفي سبتمبر، برز استخدام المساعدات والتحويلات المالية للمصريين العاملين في المملكة كأداة ضغط سياسي على القاهرة، في محاولة للتأثير على قراراتها السيادية، إلا أن الدولة المصرية قابلت ذلك بالرفض، معتبرةً أن الخضوع لمثل هذا الضغط يمس جوهر سيادتها. وقد انتقل هذا التوتر من إلى المجال الإعلامي، حيث تجلّى في قضية الممرضة المصرية نهاد كمال التي تعرضت لإجراءات تعسفية وهجوم إلكتروني في نوفمبر على خلفية دفاعها عن مصر وحضارتها.

في نوفمبر، زار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واشنطن، حيث استقبله ترمب الذي عمل على تلميع صورته أمام الصحفيين ما أثار انتقاد الحقوقيين. كما تخلّل الزيارة نقاشات بشأن حيازة الرياض على طائرات إف – 35، والترويج لإنشاء برنامج نووي في المملكة، إلا أن ذلك لم يكن أكثر من فقاعات إعلامية ليس لها أي ترجمة على أرض الواقع.

وإلى باكستان حيث حاولت السعودية في سبتمبر استغلال الأزمة الاقتصادية هناك، وعقدت اتفاق دفاعي مهم في لحظة ارتباك سياسي وافتقار للثقة بالحليف الأمريكي.

وإلى اليمن، حيث تجلّت أسوأ مظاهر إخفاق السياسات السعودية، وتحديدًا في شهر ديسمبر، حيث برز الاقتتال الدموي في حضرموت والمهرة ولحج، ما يعكس سعي النظام السعودي لإشعال صراعات محلية، فيما يشارك في مشروع الاحتلال لفصل اليمن، ويتصارع مع حليفته الإمارات على الموارد.

وهكذا، يكشف عام 2025 أن السياسة السعودية خليط من استغلال الأزمات الإقليمية، عبر الاعتماد على المال لتعزيز النفوذ، في المقابل تفتقر إلى استراتيجية مستقلة لحماية مصالح البلاد وأمنها.