تحدثت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" عن نتائج سياسية إلى جانب نتائج اقتصادية هامة من اللقاء الذي عقد يوم 18 يونيو/حزيران في بطرسبورغ بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع محمد بن سلمان.
وإعتبرت الصحيفة إلى أنّ روسيا تُولي أهمية كبيرة لتلك الزيارة لأسباب عدة. وأولها هو ضرورة البحث عن شركاء في الخارج، على خلفية الأزمة مع الغرب.
والسبب الثاني، وفقاً للصحيفة، هو البرودة في العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، علما أن إدارة أوباما تدعو إلى عقد اتفاقية مع طهران في موضوع برنامجها النووي. فيما ترى السعودية أن تلك الاتفاقية تشكل خطرا مباشرا على مصالحها.
وتقول الصحيفة أنّ الأزمة في العلاقات بين البلدين (الولايات المتحدة والعربية السعودية) أعادت إلى أذهان المراقبين وقوع البرودة الفورية في العلاقات بينهما عام 1973، حين فرضت المملكة السعودية حظرا على تصدير النفط إلى واشنطن لدعمها اسرائيل ( في حرب اكتوبر).
واعتبرت الصحيفة أنّ السعودية وروسيا تحتاجان إلى جلفاء، كون الأولى احدى الدول السنية الرائدة في المنطقة، التي تخشى تزايد نفوذ إيران الشيعية، مشيرةً إلى أنّ السعوديون يبحثون عن حلفاء جدد على الصعيد العالمي، وليس في المجال السياسي، بل في مجال التعاون العسكري التقني بعد إضعاف الصلة مع الحليف التقليدي (الولايات المتحدة).
وأشارت إلى أنّ الوفد السعودي الذي زار أيضا منتدى "الجيش – 2015" العسكري التقني في ضواحي موسكو، أبدى اهتماما بشراء منظومات "إسكندر – إي" للصواريخ العملياتية التكتيكية التي يمكن أن تستخدمها السعودية في مواجهة الخطر الإيراني.
ورأت الصحيفة أنّ اللقاء الحالي يمكن أن يضع حدا للخلافات الجذرية بين روسيا والسعودية كالقضية السورية.
ويزور الملك سلمان موسكو قريباً، تلبية لدعوة من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي سيزور المملكة بعد ذلك.
المغرّد السعودي الشهير" مجتهد" اعتبر أنّ الزيارة جاءت في اطار تسوية بين أزمة النفط والأزمة في اليمن، حيث قال في تغريدة أن هدف الزيارة "التوسّل لبوتين لاستخدام نفوذه في إقناع الإيرانيين والحوثيين بالموافقة على إيقاف الحرب في اليمن دون اعتذار سعودي"، مشيراً إلى أن روسيا "لن تفعل إلا برفع أسعار النفط وإمضاء صفقة سلاح سبق إيقافها للسعودية، وصفقة أخرى لمصر بأموال سعودية سبق تجميدها أيضاً.
صحيفة "كوميرسانت" الروسية علقت عن مراقبين أن زيارة الأمير السعودي الذي يُعدّ الرجل الثالث في نظام الحكم بالسعودية، تأتي لـ "إذابة الجليد" في العلاقات بين البلدين بعد اختلاف وجهات النظر بخصوص سوريا.