السعودية / متابعات – يتزايد عدد السجناء في القضايا الأمنية داخل السعودية بحسب تقرير لوكالة رويترز للأنباء من السعودية حول السجن الذي يضم العدد الأكبر ممّن تسميهم بـ"الجهاديين"، مع تصاعد أنشطة المتطرفين العائدين من سوريا والعراق، داخل المملكة، وأشار التقرير أنّ بعد خروجهم من السجن سيلحقون ببرنامج المملكة لإعادة تأهيل المتشددين، وينطوي على دورات يقدمها أطباء نفسيون وعلماء دين تبدأ من داخل السجن.
2300 هو عدد السعوديين الذي سافروا إلى سوريا للإنضمام بالجماعات المسلحة كتنظيم داعش والنصرة أو جماعة المهاجرين وغيرها من التنظيمات الإرهابية، بحسب وزارة الداخلية السعودية.
ويقول العقيد محمد "أبو سلمان"، الذي اكتفى بذكر كنيته وليس اسم عائلته لأسباب أمنية، حسبما جاء في تحقيق "رويترز"، إن هناك 4209 سجناء في قضايا أمنية.
وقال شاب يبلغ من العمر 25 عاما، ذو شعر داكن منسدل ووجه بشوش، وهو يجلس في فراشه بمستشفى سجن الحائر: "كنت واحدا من الشبان الذين ذهبوا للقتال. والدة ابن عمي سورية فأردت أن أساعد".
وقد أصيب هذا الشاب بشلل نصفي بعد إصابته برصاصة في الظهر من قبل قناص في محافظة إدلب في سوريا بعد أن قضى عامين في القتال هناك.
مقاتلون شبان
كان الكثير من السجناء الذين جلسوا على المقاعد في ساحة للتريض، وفي مستشفى السجن، وفي المكتبة أو الزنازين المشتركة من الشبان، الذين قالوا إنهم ذهبوا إلى سوريا بمبادرة منهم، بعد أن شاهدوا التقارير الإخبارية والدعاية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وضمت مجموعة من السجناء الذين جلسوا للاستمتاع بنسيم الليل في فناء، تحيطه أسوار عالية، وأرضيته من العشب الصناعي، فتى في الـ17 من عمره لايزال يضع جهازا لتقويم أسنانه، وآخر يكبره بعام شرع في السفر إلى سوريا لكنه عدل عن ذلك وسلم نفسه.
وجلس بصحبتهما شاب ملتح ضعيف البنية في الـ27 من عمره من الخرج التي تقع إلى الجنوب من الرياض، قضى ستة أشهر وهو يقاتل في صفوف جماعة المهاجرين، وهي جماعة متشددة كانت مرتبطة فيما سبق بتنظيم الدولة.
قال الشاب إنه قرر العودة لشعوره بالقلق على زوجته وبناته، وألقي القبض عليه عند وصوله إلى مطار جدة.
وأضاف "الأخبار ومقاطع الفيديو على الإنترنت هي التي أقنعتني بالذهاب إلى سوريا. ذهبت من مطار الرياض إلى مصر وبعد ثلاثة أيام سافرت منها إلى إسطنبول. وكان هناك بعض المهربين ينتظرون بالمطار، وطلبوا أموالا مقابل إدخالنا سوريا".
أساليب جديدة
يقول المحلل الأمني، مصطفى العاني،إن تنظيم الدولة ليس له شبكة واسعة من الأعضاء داخل السعودية.
وأضاف أن داعش يخطط للهجمات، مثل التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا مسجدين للشيعة في مايو، من الخارج ثم يتواصل من خلال الوسائل الإلكترونية مع متعاطفين داخل المملكة يقدمون دعما لوجيستيا لعناصره القليلة المدربة.
وأوضح العاني أن هذا الأسلوب يعني أن احتمالات نجاح الهجمات ضعيفة لأن التنظيم المتشدد يعتمد على أشخاص لا يتمتعون بالمهارة الكافية، لكنه في الوقت نفسه يجعل من الصعب على السلطات استخدام الاعتقالات للقبض على مجموعة كاملة من المتشددين.
وبالفعل فهناك الكثير من الشبان يقبعون في السجن ليس لمحاولة السفر إلى سوريا وإنما لتقديمهم هذا النوع من الدعم اللوجيستي للهاربين من العدالة أو غيرهم من المشتبه بأنهم متشددون، مثل توفير المأوى أو تقديم المال لهم.