شهيدٌ آخر، وروحٌ جديدةٌ تصعدُ في ساحةِ الفداءِ والتّضحية.
كُتِب على هؤلاءِ أن يكونوا الثّلة القليلة التي تهدي أرواحَها للطّيبين، من المصلّين والمعزّين. سيرةٌ كتبها عبد الجليل الأربش، رمزُ اللّجان الأهليّة، وأرادها درْساً في العطاءِ الذي لا يعرف الحدود، وفي العظمةِ التي لا تعلو إلا حيث يعلو الحقّ، ويزهق الباطل.
شهداءُ لجانِ الحماية، وآخرُهم الشّهيدُ حسين الصّايغ، يُقدِّمون رسالةً أيضاً إلى الجهات الرّسميّة.
دماءُ هؤلاء تذكّرُنا بأن السلطاتِ لم تفعل شيئاً لمنع الإرهاب التكفيريّ من الامتداد. منذ جريمة الدالوة، وحتى اليوم، تنكّرتِ السّلطاتُ من واقع التحريض الطائفيّ الذي ينبع منها وفيها.. وتعمّدتِ الهروبَ إلى الأمام لكي لا تلبّي مطالبَ عوائل الشهداء بتجريم الطائفيّة وإصلاح مناهج التعليم ومحاسبة وجوه الفتنة التي تطلّ عبر الإعلام…
الشهيدُ الصايغ هو شهيدُ الدّفاع عن الناس والمعتقدات.. الشّهيد الذي يُذكّرنا من جديدٍ بأنّ الدّولة التي يعبُر فوقَها التكفيريون، لا تستحقّ أن تكون جديرةً بالبقاء…