تداعيات الاتفاق النووي.. السعودية بين الإنكار والاتهامات واسرائيل رافضة بشدة


السعودية/ نبأ- مقابل الفرحة الإيرانية العارمة، التي جمعت إلى إيران حلفاء لها في المنطقة، فرحة بأكبر انتصارات الصمود والتمسك بالحقوق بوجه استكبار النظام العالمي… على الضفة الأخرى حداد غير معلن يلف بعض عواصم الشرق الأوسط.

خندق جديد يضم الرياض وتل أبيب في اصطفافات ما بعد الإتفاق النووي، من كان بالأمس يتشارك مع الكيان الصهيوني، المعارض علناً للإتفاق، رفضه المضمر لذهاب واشنطن إلى توقيع اتفاق مع طهران بشأن برنامجها الدولي، يتشارك اليوم مشاعر خيبة الأمل والهزيمة.

ما قبل تاريخ 14 من يونيو تاريخ طويل خاض فيه النظام السعودي معركة طاحنة، حاول دون جدوى أن يثني إدارة باراك أوباما عن توقيع الإتفاق مع إيران. سعت المملكة جاهدة في أن تعرقل المفاوضات وأن تقنع الولايات المتحدة بوقف هذه العملية، لم يكن ذلك ناجعاً مع الرئيس الأميركي، أبلغ أوباما حلفاءه في الرياض وجيرانها الخليجيين، أن الإتفاق واقع لا محالة، ثم استدعى متزعمي مشيخات الخليج إلى منتجعه بكامب ديفيد للتطمين أو من أجل الإسكات بالأحرى. لم يقتنع الخليجيون وحضروا بتمثيل منخفض، في خطوة قرئت على أنها تعبير عن عدم الرضا.

قبل كامب ديفيد تحسس أمراء آل سعود رؤوسهم فشنوا الحرب على اليمن، حرب لم تفصل في قراءات أغلب المحللين والمراقبين، عن سياق الإتفاق النووي، والحنق السعودي المتصاعد مع كل لحظة تقترب فيها المنطقة من إنجاز الإتفاق ورفع العقوبات عن إيران. أراد السعوديون ما حسبوه تغييراً لقواعد اللعبة، وموازين القوى على الأرض، حتى لا يذهب دورهم الإقليمي بفارق عملة في زمن ما بعد الإتفاق. أعقب ذلك تخبط وصل حد الحديث عن إقامة برنامج نووي سعودي مقابل برنامج الخصم الإيراني، ومن ثم زيارات وصفقات مع فرنسا وروسيا لإغاظة الولايات المتحدة.

الآن برودة التعاطي في الرياض مع انجاز اتفاق فيينا، إعلامياً ودبلوماسياً توضح حجم الخسارة التي يعيشها النظام السعودي، خسارة يعبر عنها شريكه غير المعلن بنيامين نتنياهو صراحة في الأراضي المحتلة، فيما يخيم الصمت على الرياض وجيرانها من مشيخات مجلس التعاون الخليجي.