المملكةُ، حتّى الآن، غير قادرةٍ على الإفصاح عن مشاعرها الكاملةِ إزاء الاتفاقِ النّووي الإيرانيّ.
هي، ولا شكّ غير راضيةٍ عن الاتفاقِ، ولم يدخلها غيرُ الغمّ والهمّ يوم أمس وهي تتابعُ مجريات الأحداث. إلا أن المملكةَ لا تملك أن تقول شيئاً. قوّتُها المنهارة في اليمن، لا تُسعفها على المزيدِ من الاستعراضِ والتعنّت، وخاصة بعد فشلها في إعاقةِ الاتفاقِ، وفي التذلّل والتوسُّل وشراء الذّممِ لأجل ذلك.
ليس أمام المملكةِ إلا أنْ تفرحَ بأوهامها، وأنْ تغرِّد بها، وحتّى حين. ولكي تُخفِّف شيئاً من ألمِ الانتصارِ الإيرانيّ، فإنّ على الرّياضِ أن ترفعَ حاجبيها بتصنٌّعِ وتمنُّع، وتلعبَ لعبة التّهديد والوعيد. لعبةٌ يُدرك حكّام السّعوديّة بأنّها لا تُجدي ولا تنفع، إلاّ في إدخالِ بعضٍ من الانتفاخِ الواهم والرّيشِ السّاترِ للخيبة.
طهران كسبت جولتها الطّويلة. ولازال أمام الرّياض فرصة تاريخيّة لكي تُوقف شرَّها وشرَرَها، وتبحث عن كرسيٍّ وطاولةٍ كتلك التي جمعت السّداسيّة الدولية وطهران، وتُبادر للجلوس مع الجارةِ الكبرى، وتفتح مشروع الحوار الجاد والصّريح، وإلا فإنّ البديل لن يكون إلا المزيد من الهزائم والبكائيات والأطلال.