داعشيّ جديدٌ ينفّذ عمليّة انتحاريّة في الرياض.
داعشيٌّ لم يغادر المملكة، كما تقول وزارة الدّاخليّة، ولكنّه نفّذ عمليّة ًانتحاريّة أعلن التنظيم الإرهابيّ تبنّيه لها.
ماذا يعني ذلك؟
المملكةُ تحترقُ، بالمعني الحقيقيّ والرّمزي.
الوضعُ في انفلاتٍ متصاعدٍ، والحكمةُ من كلِّ ذلك، هو أنّ منْ يزرع التطرّف والطائفيّة والكراهيّة لن يلقى سوى الدّواعش.
هؤلاء الذين يُصنَعون من الدّاخلِ، وتُوفَّر لهم كلّ وسائل التحريض والحاضنات.
ولن تتوقّف عن المملكةِ حرائق الدّواعش، إلا في حال أغلقت المصنعَ الرئيسَ الذي يُفرِّخ الدواعش، ويُربّي عن عبوديّة النصّ التكفيريّ.
هستيريا السياسية الخارجيّة للمملكةِ، ستكون فرصةً أخرى للدواعش من أجل الانقضاضِ والارتداد على البيتِ الحاضن. وكلّما أوغلت الرياض في استثمار الدّواعشِ في الحروبِ السياسيّة؛ كلّما كان عليها أن تنظر اليوم الذي ينقلب عليها الابنُ الضّالُ وبأشدِّ ألوان الفتك. تماماً كما فتك الداعشيّ بخالهِ الذي ربّاه وأنعم عليه وعلى أسرته.
لا البراءة من داعش، ولا إحالتها إلى قوائم الإرهاب سينفع في تحصين المملكةِ منها.
الحلُّ لن يكون إلا بتنفيذ مطالب عوائل شهداء القديح والدّمام: تجريم الخطاب الطائفيّ، ومحاسبة رؤوس الفتنة، وإصلاح مناهج التعليم التكفيريّة. وعدا عن ذلك، فإنّ الحال سيبقى على سوئه، والسوء القادمُ أعظم.