السعودية / نبأ – فتحت الجهات الأمنية في مكة المكرمة، تحقيقات موسعة حول العثور على جثة متعفنة لطفلة في غرفة الكشف بمستشفى الملك فيصل.
واعترف المتحدث الرسمي لإدارة الشؤون الصحية في منطقة مكة المكرمة، عبدالوهاب شلبي، بالتقصير، مؤكدا أنّ وزير الصحة وجّه بشكلٍ عاجل بتشكيل لجنة، بمتابعة من مدير عام الشؤون الصحية في منطقة مكة، الدكتور مصطفى بلجون، للتحقيق في ملابسات الواقعة ومحاسبة المقصرين.
وقال شلبي "أُحضرت الطفلة من قبل ذويها إلى المستشفى متوفية، بعد مكوثها ما يقارب نصف الساعة على تلك الحالة في المنزل. جرى استقبال الطفلة ومعاينتها مباشرة بواسطة الأطباء المناوبين، واتضح أنها متوفاة منذ فترة، مع وجود عيوب خلقية بها، لكن الإجراءات الرسمية لم تكتمل من قبل ذويها، لأن إقامتهم غير نظامية، وليس لها أي إثبات رسمي".
وأضاف "لم ينتبه أحد من الأطباء أو الممرضين للطفلة لمدة خمسة أيام، حتى تسبب تعفن جثمانها في انبعاث روائح كريهة داخل قسم الطوارئ في المستشفى، ما دفع الموظفين إلى البحث عن مصدر الروائح، ليتم العثور على جثة الطفلة الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها الـ10 سنوات داخل إحدى غرف الكشف في حالة متعفنة.
واتضح بعد الرجوع إلى الكاميرات المثبتة في المستشفى، أن الطفلة أحضرت إلى طوارئ المستشفى في 26 رمضان، وأنّ مدة تواجدها في غرفة الكشف بالمستشفى تجاوزت خمسة أيام.
بدوره، أكد استشاري طب الطوارئ، الدكتور حمود القميزي، أنّ ما حدث في مستشفى الملك فيصل أمر غريب ويدعو إلى الغضب، وقال لـ"العربي الجديد": "ما حدث فصل جديد من الإهمال الذي ينهش وزارة الصحة، وفشل أكثر من وزير في علاجه، فمن غير المعقول أن يتم نسيان مريض لأكثر من خمسة أيام، فكيف بجثة توفيت، وتركت حتى تعفنت".
كما رأى أنّ "ما حدث كارثة، ويستحق المحاسبة على أعلى المستويات، فهو إهمال مضاعف من الجميع، ولو حدث في أي دولة فقيرة في العالم لكان مصدر تندّر وسخرية، فما بالك بالسعودية التي تصرف أكثر من 217 مليار ريال كميزانية لوزارة الصحة، ومع ذلك نجد مثل هذه الأخطاء المرعبة".
وشدد القميزي على أن بروتوكول الطوارئ في العالم يجبر الأطباء والممرضين على تنظيف غرفة الطوارئ بشكل مستمر وعلى مدار الساعة، ومراقبة الأسرّة. متسائلا "كيف يمكن أن تُنسى جثة لخمسة أيام كاملة؟ الأمر يعد إهمالا من أكبر رأس في المستشفى وحتى أصغره، الكل يستحق العقاب الصارم، فحياة الناس ليست لعبة".
(العربي الجديد)