أمام المملكةِ السّعوديّةِ خياراتٌ صَعبةٌ وهي تواجِه نتائج مواقفها وسياساتها الذّاهبة نحو الصّدامِ ونشْر الثّورات المضادة.
خياراتُها محصورةٌ في أحد أمرين: المزيدِ من الصّدامِ، أو الإنقلابِ على ذاتِها وتقديم الاعتذار إلى مواطنيها وإلى شعوبِ المنطقةِ التي عانت الويلات جرّاء سياستِها التي انحازت إلى أنظمةِ القمع وتعويم الجماعاتِ المتشدِّدة.
ليس هنالك من طريقٍ آخر يمكن أن يفتحَ الرّياضَ على الاستقرارِ الدّاخليّ والتحلُّل من غطائها التدميريّ.
لن ينفعَ الدّورانُ على الذّات، ولا التّحايلُ على مواطنيها، ولا التّلويحُ بأوراقها التقليديّة.
ما عادَ أحدٌ من العقلاء يمكن أن يقعَ مذعوراً أو مجبوراً في أفخاخ المملكة.
وإذا كانت الرّياض هُيّأ لها أنّها قادرةٌ على شراءِ ذمم شخصياتٍ وحكوماتٍ في الشرق أو في الغرب بأموالها وبصفقاتها التّجاريّة، فإنّ القاصي والدّاني يعلمُ أنّ جُرعة الرّشاوى تنتهي، ولو طال الزّمن.
والذين يُخادِعون أنفسهم داخل المملكة ويظنّون بأنّ الحامية الأمريكيّة ستظلّ تنشغلُ، حتّى نهاية العمر، في تطييبِ خواطرهم المملّة، وإخفاءِ ملفاتهم السّوداء.. فإنّ عليهم أن يعودوا قليلاً إلى الوراء، ثم إلى الأمام قليلا، ليقارنوا كيف كان الصّولجان الأمريكيّ ينشرُ عليهم الأكاليلَ والأكاذيبَ.. وكيف يفعل بهم اليوم.. والحكمة القرآنيّة تقول لهم: "وتلك الأيّام نداولها بين النّاس"…