الإرهابُ التكفيريُّ ينمو في الإعلامِ، ويأخذ قوّته من الأصواتِ السّابحةِ والعابرة فوق المنابرِ وفي الفضائيّات. تلك الحقيقةُ اشتعل بها أولئك الذين تحرّكت إليهم، على حين فتنةٍ، التفجيراتُ التكفيريّة وهم سُجّدٌ رُكَّع داخل بيوت الله.
المجتمعون في دمشق للبحثِ في الإرهابِ التكفيريّ، لم يخطِئوا البوصلةَ حين وُجِّهت إلى السعوديّةَ وإلى النفطِ الخليجيّ، الذي تتحرّكُ منه روائحُ تمويل الإرهاب والجماعاتِ المسلّحة.
وليس عصيّاً على المرء أن يُثبت هذا الإدّعاء. فأبطالُ التفجيرات معرفون من أيّ أرضٍ ينبعون، ومن أيّ ثقافةٍ إقصائيّةٍ يشربون. والسلطاتُ في المملكةِ لا تتوقّف عن إعطاءِ البرهان تلو على الآخر على كونها غير جادةٍ في ملاحقةِ هذا الينبوع وتلك الثقافة، ويكفي أنّها تقرّ بأن أعداداً من منفذي التفجيراتِ التكفيريّة أُفرج عنهم بعد أن تلقّوا دوراتٍ في المناصحة السعوديّة، ما يعني أنّ المملكة، كلّها، برأسِها وأرجلِها، باتت مُحاطة بدوائر التّهمةِ.. ومن كلّ الجهات.