السعودية / نبأ – في السعودية، تقع الواقعة، وأيا كان حجمها، يبقى الغموض يلفها إلى أن تشاء سطوة الخوف من الحقيقة أن تظهرها للعلن، تظهرُها، لكن أنّا تشاء وكيفما تشاء.
هذه الحال مع جريمة مقتل الناشط محمد الفرج، الذي بدأت قصة اغتياله حينما أدرجت وزارة الداخلية السعودية اسمه على قائمة مزعومةٍ عُرفت بقائمة الـثلاثة و العشرين، وذلك في الثاني من يناير عام 2012.
الناشط الفرج الذي نشأ في بيت متواضع، آيل للسقوط، رغم أنابيب النفط التي تجري بالقربِ منه؛ خرج مع منْ خرجوا مطالبا بحريته وكرامته، فكان ردُّ السلطات هذه القائمة المزعومة بعد فشلها الذريع في اسكات صوت المواطنين و ثنيهم عن المطالبة بحقوقهم المشروعة.
راحت السلطات تلاحق الناشطين حتى قُتل من قتل و أصيب من أصيب واعتقل من اعتقل، ففي العشرين من فبراير عام ألفين وأربعة عشر قامت السلطات بمداهمة فاشلة لمنزل أخيه استشهد على اثرها ابن أخيه الشهيد علي الفرج، وفي الخامس من أبريل من العام الفائت قامت السلطات بمداهمة أخرى فاشلة لمنزل والده المتوفى.
اليوم وبعد التواجد الملحوظ للجان الأهلية في قرى القطيف وبلداتها لم يكن أمام السلطات سوى الغدر لاغتيال الناشطين.
لم يُنصف إعلام الداخلية الفرج، ولا رفاق دربه من الشرفاء ، إلا أن ذلك لن يغيّر من حقيقة جور النظام واستبداده وحتمية التغيير..