القتْلُ لا يأتي بالأمنِ والاستقرارِ، وإراقةُ الدّماءُ وظيفةٌ رسميّةٌ تُجيدها الأنظمةُ التي تجدُ نفسَها آيلةً نحو السّقوط والانهيار.
العنفُ والعنفُ المضاد في أوطان الخليج هو، في خاتمةِ المطافِ، نتاجُ الاستبدادِ وغياب العدالةِ، وسيطرة العقل الأمنيّ الذي يظنّ أنّ سياسة المدرّعات والجنود المسلّحين يمكن أن تُخْرِسَ الألسنَ وتُجبرَ المواطنين العطاشى للحريّةِ على العودةِ إلى منازلهم ورفْع الرّايات البيضاء على سطوح بيوتهم..
لعبت أنظمةُ الخليج بالنّار في الدّاخل، وسلّطت على النشطاء والمعارضين القمعَ والقتْلَ، ولكنّها سرعان ما وجدت نفسَها غارقةً في وحْل الفوضى والدّماء. لم تنجح الأنظمةُ الخليجيّة، وخاصة في المملكة السعودية والبحرين، في إرغام شعوبها على الولاء الأعمى لها، وفشلت سياسةُ الإغداق المكرمات والمجالس المفتوحة، مثلما خابت سياسةُ السجون المفتوحة وبورصةُ الأحكام المجنونة ضدّ الناشطين.
الدّماء التي تسيلُ اليوم حريّ بها أن تكوي الوعيَ الخافت الذي يُريدُ المتسلّقون والمرتزقة أن يكون أبعد ما يكون عن أبواب القصور ومسامع شيوخ الخليج الذين باتوا لقمةً سائغةً لمستشاري السّوء ومصّاصي الدّماءِ والأموال.. فهل يُرجِعُ الحكّامُ البصرَ والبصيرةَ إلى أنفسهم.. أم أنّ ما فاتَ ماتَ.. وأنّ ضَرْبَ الميّتِ حرام؟؟!!