استجابتِ السّلطاتُ في المملكةِ لأصواتِ الطائفيين.. وغيّرت أسماءَ شوارعَ في مكّة المكرّمة.
استجابةٌ أكّدتِ المؤكَّد، وأثبتتِ الثّابت: المملكةُ عصيّةٌ على الاقتلاعِ من جذورِها الموبوءةِ بالطائفيّةِ، وهي لا تردُّ دعوةَ الداعي من الطائفيين إذا استنفروا.. الطائفيّون الذين بادروا إلى إلقاءِ التّهم الجاهزةِ على أهالي القطيف بعد مقتل الشّرطي؛ وجدوا في النّظامِ خيرَ معينٍ على إظهارِ آخر صيحاتِ التّحريض المذهبي وإثارةِ غبار التكفير.
أمّا في الخارج، فالملكُ الحائرُ في باريس، لا يبدو أنّ شواطئها أدْخلت السّرورَ إلى قلبه المُثقل بالأمراض.. وليس معلوماً ما إذا كان زعيقُ الحفلاتُ الغنائيّة الموعودةُ هناك ستُسْهمُ في إخفاءِ أصواتِ الدّمارِ والدّماءِ في اليمن.. خلْطٌ للأصواتِ وللأوراقِ لن ينجحَ في التعميةِ على حقيقةِ ما يجري في البلاد المنكوبةِ التي تقول منظمةُ أطباء بلا حدود أنّ منْ يُقتل فيها من المدنيين يُعادِلُ منْ يُقْتل تحت نيران الحرب.. أمّا بطلُ الحرب والعدوان، الجنرالُ الذي لا يُجيد الكلامَ إلا بالقذائفِ والغارات، فليس من المرجوِّ أن ينالَ نياشينَ جديدةً وهو يُشاركُ في تخريج دفعةٍ عسكريّةٍ في القاهرة بحضرةِ الجنرالات الذين يبحثون عن الرُّزِ في كلّ مكان.. ولو في إيران..