الجنرالُ الذي لا يتكلّمُ حلَّ في القاهرة.. ووليّ العهدِ المُحاطُ بالهواجسِ والمخاوفِ ظلَّ في قصْره الحصينِ في البحر الأحمر. أمّا الملكُ، فلا تزال الفضائحُ تلاحقُ رحلته السّياحيّة المُحمّلة بمئاتٍ من الحاشيةِ وسياسةِ إهدار أموالِ الشّعب في اللّهوِ والبهرجات.
هذا هو حالُ المملكةِ التي تتحمّسُ، كلَّ يومٍ، للوقوعِ في الانحدارِ منذ أنْ اختارت أن تكون الدّولةَ الأكثر عدوانيّةً في عالمِ اليوم.
"إعلانُ القاهرةِ" قد يُغذق أطناناً جديدةً من الرُّزِ على أرضِ الكنانةِ، ولكنّه يحملُ أيضاً عهداً جديداً من الأجنحةِ المكسورةِ في زمنِ المتغيّراتِ غير السّارةِ للأنظمةِ المصروعةِ بالقمعِ والانقلاباتِ وامتصاصِ الشّعوب.
أغرقَ حكّامُ المملكةِ الجزيرةَ الصّغرى، البحرينَ، في أتونِ التجاذباتِ الإقليميّةِ، سعياً لانتزاعِ هيبةٍ جرى تهشيمها بعد الثّوراتِ العربيّة. وحين فشلَ مشروعُ الرّياض في "الثورة المضادة"؛ اختارت العدوانَ على اليمنِ، ظنّاً منها أنّ النياشينَ المغموسةَ بالدّماءِ سترفعُ شأنها بين الأممِ، ولكنّها فوجئت بخيبةٍ مريرةٍ متعدِّدةِ الأشكال والأوجاع، والآتي من الخياراتِ الإستراتيجيّةِ أعظمُ وأشدُّ إيلاماً. فهل تفيقُ المملكةُ قبل أن يتجاوزها الزّمنُ والحساب؟