مصر / نبأ – مفاجئة كانت زيارة ولي ولي العهد محمد بن سلمان إلى القاهرة. ليس لجهة الإعلان عنها فحسب، بل وكذلك في الجو الإحتفائي والتشديد المستغرب على توطيد العلاقات بين البلدين. فما عرف بإعلان القاهرة بالأمس، أتى وفق مراقبين على شاكلة فتح صفحة جديدة بين دولتين، يشعر للوهلة الأولى وكأن تطبيع العلاقات كان غائباً بين الرياض والقاهرة.
لكن المتابعين يؤكدون، حاجة الرياض إلى هذه الصورة المصحوبة بشيء من التكلف، الأسباب المفسرة للزيارة، لا يمكن أن يستبعد منها الرسالة باتجاه طهران، على خلفية الإتفاق النووي، تظهر المملكة أنها ليست وحيدة وأن ثمة حلفاً إقليمياً وعربياً بالتحديد، يقف بوجه النفوذ الإيراني المفترض، وهذا ما تؤمنه عسكرية المناسبة.
السبب الآخر يتمثل ببحث حثيث للرياض عن دور يمكن أن تلعبه القاهرة لتحسين شروط الملفات الإقليمية التي تلعب الرياض في كل ساحة من ساحاتها أدوارها المأزومة، لا سيما في ملفي اليمن وسوريا. مصر من جهتها تستفيد من الحضور السعودي وترى فيه قطعاً لآمال خصمها الداخلي المتمثل بتنظيم الاخوان المسلمين، الأخير كان يراهن بوضوح على دور العهد السعودي الجديد في هذا الملف.
الأسباب السياسية هذه معطوفة على جملة من المصالح المشتركة في مجالات التعاون الإقتصادي والإستثمارات تم التطرق إليها في لقاء وزيري خارجية البلدين، بقيت جميعها إعلان نوايا وكلاماً لم يكن مشفوعاً بأية ترجمات عملية.
كلام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن أن جناحي الأمة العربية أي مصر والسعودية سيرفرفان بعد الإجتماعات الأخيرة خدمة للشعوب العربية وحماية لهم من أي عدوان أو أي مكروه، كلام بقي في إطار العموميات، ولم يؤكد عليه وزير الخارجية المصري سامح شكري بدوره في إطار تطبيقي.
تطوير التعاون العسكري والعمل على إنشاء القوة العربية المشتركة وتعزيز التعاون المشترك، أهداف قديمة تكرر الإعلان عن التمسك بها من جديد.
في القضية السورية يبدو أن الرياض ماضية في تفويض القاهرة أمر مبادرة الحل السياسي الذي تسعى إليه الأخيرة، وهو ما تؤكده المعلومات الصحفية عن اللقاء الأمني السعودي-السوري المباشر، إلا أن أنظار المراقبين تبقى باتجاه اليمن، حيث ستتكفل الأيام المقبلة في كشف ما إذا كان محمد بن سلمان قد حمل إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي طلباً بلعب دور عسكري في المعركة هناك، وهل من تغير في الموقف المصري تجاه القضية اليمنية.