مصر / نبأ – لم يستطع حزُّ الرقابِ الذي يستند إلى الفقه الوهّابي أن يحد من هيمنتها على الأزهر الشريف، الذي عُرِف بالاعتدال والتّسامح.
وزارة الأوقاف المصريّة رفصت منع كتبٍ معروفةٍ بدعوتها إلى التطرف وفتاوى التكفير، وخاصة تلك الكتب التي تحمل توقيع عبد العزيز بن باز ومحمد بن عثيمين.
وكيل الوزارة الشيخ محمد عبد الرزاق أشار إلى ما وصفه بالتعاون الثقافي والديني مع السعودية، معتبرا أن الوزارة لا تمنع سوى كتب التكفير والتشيع والبهائية، بحسب تعبيره.
وأكد عبد الرزاق أن الوزارة لا ترفض منهج السعودية الديني ولا كتبها, مشيرا إلى أن هناك آلافاً من الحجاج المصريين الذين يأخذون الفتوى من السعودية المعتمدة على كتب ابن باز وبن عثيمين.
وابن باز هو من أبرز مفتي المملكة منذ الستينات, وكانت له علاقات مع الحركات الإسلامية حيث منع تنفيذ حكم الإعدام ضد إسلاميين في عدد من الدول ومنهم قائد حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي
ويكفر ابن باز وبن عثيمين الشيعة الإثني عشرية حيث مزاعم أن بعضهم يعبد الإمام علي بن أبي طالب.
وقد مُنعت كتب ابن باز وابن عثيمين من دخول معرض الكويت للكتاب قبل نحو عشر سنوات، إلا أن وزارة الإعلام الكويتية عادت واعتذرت وقالت إن المنع كان بالخطأ.
الهيمنة الوهابية على الأزهر أتت بالتوازي مع التبعية السياسية والمشاكل الإقتصادية التي تعاني منها مصر، حيث ترى أن بوابة الرياض يمكن أن تأتي لها بالرُّز الذي يمحو عنها المعاناة.
الإعلامي إبراهيم عيسى كان من أبرز الأصوات المصرية التي شنّت هجوما على ما وصفها بالقوى الوهابية في مصر، وأكد أن هناك تغلغلاً لهذه القوى في مؤسسات الدولة كلها, وشدد على أن مؤسسة الأزهر باتت مخترقةً من الوهابية.
ووجه هجوما حادا لشيخ الأزهر بسبب تصريحاته التي حملت طابعاً مذهبياً، وقال عيسى بأن شيخ الأزهر بدا متحمّساً على طريقة الشيخ يوسف القرضاوي، المرشد الروحي لجماعة الإخوان المسلمين للخوض في معترك الفتنة المذهبية.
عيسى رأى أن الوهابية لن تترك مترا في الوطن العربي من دون أن تبث سموم طائفيتها فيه، كي تنتقم من الفوز الإيراني بالمفاعل النووي، على حد قوله.