مقدمة المسائية | “التّعاون” منقسمٌ على نفسه بين يسعى للمزيدِ من التّوتر ومن يبحثُ عن المخارج

يختلفُ الرّواةُ الخليجيين على اجتماعِ الوزيرِ كيري مع نظرائه في مجلس التّعاون الخليجيّ بالدّوحة. اختلافٌ يؤكّدُ ما هو معروفٌ من أنّ المجلس منقسمٌ على نفسه بين تيّارين. تيارٌ يسعى للمزيدِ من التّوتر ورفْض مبادرات الحلِّ السياسيّ، وتيارٌ آخر يبحثُ عن المخارج التي تُجنِّب الخليجَ مزيداً من الانهيارِ والسّقوطِ في الانفجارات.

الأمريكيّون يعرفون هذا الانقسام، ويعرفون أنّ المملكةَ لن تكن قادرةً على الاستمرارِ في قيادةِ تيّار التأزيم في الخليجِ، وهم لذلك يفضّلون إعطاءهم الفرصةَ تلو الأخرى لكي تعبّر عن طريقتها الخاصة في الخروجِ من الورطةِ الكبرى.

وحتّى يأتي ذلك الوقت، فإنّ اللاعبين الجُدد في المنطقة يرسمون طريقَ صعودهم، وفي أيديهم خرائط المنطقة الجديدة. الإيرانيّون يفعلون ذلك من غير أن يؤثّر فيهم الصّراخ السعوديّ والبحرينيّ، لأنهم – مثل الأمريكيين – يعرفون إنّه صراخُ الغريقِ الذي يبحث عن طوْق النّجاة…
أما في اليمن، فالتقدُّم الذي يُحرزه السّعوديّون وحلفاؤهم في عدن، لن يكون بدايةَ الأفراح السّعوديّة بعد مضيّ أكثر من أربعة أشهر من العدوان. فاليمنيّون لديهم صرختهم الخاصّة أيضاً، ولازالت المجازرُ تتحرّك فوق رؤوسهم، وخياراتهم الإستراتيجيّة في حالِ تحرَّكت؛ قد تكون البداية الميدانيّة للحلِّ السياسيّ الذي تفجِّره الرّياض في كلِّ مرةٍ، جرياً على ظنونها بأنّ الحلول السياسيّة في اليمن والبحرين وسوريا وغيرها.. يعني انحلالاً لنفوذها.. وحلاًّ لطغيانها الطويل…