السعودية / نبأ – معاكساً التاريخ يمشي نظام آل سعود، لا تسعفه كل أدوية العلاج، ولا تنقذه أطواق النجاة.
حاله حال من زرع الألغام بيده، ثم لم يعد يهتدي إلى خريطة انتشارها من حوله. ألغام ها هي اليوم تنفجر من تحته واحدة تلو الأخرى. ليست ما تعيشه المملكة واحدة من الظروف العصيبة الطارئة، في الخط الزمني لهذا الكيان، يكاد يجمع المتابعون، أن ليس ثمة من حقبة هي أكثر خطورة أو أشد تعقيداً.
الأمثلة وفيرة على معاداة هذا النظام لجيرانه في المنطقة وإيغاله في زرع الفتن واللعب بالدماء، إلا أن التاريخ لم يسجل من قبل على أمراء السلالة الحاكمة، تدخلاً عسكرياً مباشراً، إضطروا إليه في غياب فرصة توظيف البترودولار للإرتزاق السياسي والعسكري، أن ينزلوا ساحة المعركة بأنفسهم كما هو حال اليمن اليوم.
وهذا ما هو عليه استخدام الرياض لورقة الجماعات التكفيرية، ورقة لطالما لعبتها المملكة سواء لصالح معاركها أو خدمة لحلفائها الغربيين، لكنها لم تبد يوماً إلى هذا الحد من تلقي ارتدادات رمي كرة التكفير، ومكابدة طعم السم الذي صنعته.
آخر حلقات هذا المسلسل تفجير عسير، تفجير كسابقاته تفوح منه رائحة الفكر الوهابي المتطرف المنتج الأصيل لهذا النظام وحليفه منذ نشأته قبل عقود.
بعض أدوية آل سعود تنقلب أدواء عليهم، وتستحيل أخرى بلا جدوى أو فاعلية، فلا يفعل سلاح النفط فعلته السحرية تلك كما كان في الماضي، ولا حال شبكة الإرتهانات للقوى الخارجية تعود بريعها عينه، يبتعد الحلفاء ويبتز الأصدقاء، ويراوح النظام السعودي أسير شرنقته، فيما يتربع على عرشه المفتقرون إلى الحكمة والنضج، ممن لا يهتدون إلى الأسئلة الكبرى والملحّة سبيلاً.